أزمة بين قطر والامارات بسبب فيلم سينمائى 

أثار الفيلم الأمريكي الإماراتي ”المنحرفون/The Misfitis“ الصادر مطلع يونيو/حزيران 2021، جدلا واسعا وصل إلى مرحلة رفع دعاوى قضائية بين قطر وشركة ”جيت“ الإماراتية للإنتاج الإعلامي ومقرها أبوظبي.

ويبدو أن العمل أثار حفيظة جهات سياسية وحقوقية قطرية، اتهمت القائمين عليه بأنه مؤدلج، ويبث وجهة نظر تتهم قطر بدعم الإرهاب بشكل غير مباشر.

ويقدم الفيلم حبكة إجرامية في إطار من الحركة والتشويق عن السرقة من الأثرياء لحماية الفقراء. وتدور أحداثه حول إقدام عصابة مكونة من 5 مجرمين محترفين على سرقة سبائك من الذهب موجودة في أعماق سجن أبوظبي المخصص للإرهابين.

ونتعرف بداية على أفراد العصابة التي تضم متخصصا بسرقة البنوك، وخبيرا بالمتفجرات، وخبيرا عسكريا، ورجلا محتال، إلى جانب الاستعانة بخبرات ريتشارد الهارب حديثا من أقصى درجات الحراسة.

وتبادر العصابة لتجنيد اللص المشهور ريتشارد واستغلال خبرته الطويلة في مجال عمليات السطو، ليساعدهم في رحلة الثراء السريع وانتشال الملايين من السبائك الذهبية المخبأة تحت أحد أكثر السجون أمانا في العالم.

ويتمحور الفيلم حول فكرة شهامة اللصوص وإنسانيتهم العالية ورغبتهم في العدالة بين طبقات المجتمع، من خلال السرقة من الأثرياء لحماية الفقراء ومساعدتهم.

ويظهر العمل بشكل شبيه لحكاية روبن هود ليجتمع اللصوص حول أهداف نبيلة وسامية، إذ يتبرعون بالذهب المسروق لمنظمة اليونيسيف تحت هوية مجهولة، من أجل دعم أطفال مخيم الزعتري.

ويكشف العمل عن رسائل خفية تصور حقيقة دولة جزيرستان الداعمة للإرهاب والتطرف والعنصرية، على الرغم من عدم وجود دولة تحمل هذا الاسم، وزاد ذلك من إشارات الاستفهام المطروحة حول الفيلم.

وتتضح الصورة تدريجيا مع انتقال التصوير إلى دولة الإمارات، ليبث الفيلم رسائل سياسية، ويتخبط المُشاهدون في تصنيف العمل وتحديد مساره، ليظن بعضهم أنه يميل إلى الكوميديا، على الرغم من عدم وجود روح الفكاهة الصريحة، في حين تساءل آخرون عن إمكانية تصنيفه كعمل درامي، رغم افتقاره في بعض المَواطن لمشاهد الجذب التي تقوم عليها الدراما.

والعمل من الأفلام الهوليوودية القليلة التي صُوِّرت في دولة الإمارات -ما يذكرنا بفيلم ”المهمة المستحيلة“- إذ توزعت أماكن التصوير بين كورنيش أبوظبي وجزيرة السعديات ومتحف اللوفر والعين ودبي.

وشارك الممثل السوري سامر المصري في العمل وعبر عن امتنانه الشديد لتجربة جديدة منحته فرصة المشاركة بعمل عالمي مع نجوم هوليوود، وبشكل خاص أنه يقدم للمرة الأولى دورا بغير لغته الأم، ويحتاج ذلك لممارسة وتكرار لأنه من الممثلين المرتجلين.

والعمل من إخراج ريني هارلين، وسيناريو روبرت هيني وكورت ويمر، وشارك في بطولته مايك أنجلوس، ورامي جابر، ورامي جابر، وهيرميون كورفيلد، وجيمي تشونج، وتيم روث، ونك كانون، والنجم الإيرلندي بيرس بروسنان المعروف عالميا في سلسلة ”جيمس بوند“ في تسعينيات القرن الماضي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى