أمريكا تقود “معركة البقاء” مع تحورات كورونا الجديدة !

حتى الآن، تلقى نحو أربعين بالمئة من الأميركيين جرعتين من لقاح فيروس كورونا، بينما تلقى أكثر من نصف سكان البلاد جرعة واحدة، وبزيادة معدلات التلقيح بدأت معدلات الإصابة بالمرض تنخفض باضطراد.

وفي العشرين من يونيو الحالي، سجلت الولايات المتحدة أكثر بقليل من 4 آلاف إصابة، في انخفاض هائل عن نحو 300 ألف إصابة سجلت في الثامن من يناير الماضي.

وكان معدل الإصابات الجديدة هذا الأسبوع نحو 12 ألف إصابة في اليوم الواحد، وهذه “أرقام تشير إلى نجاح اللقاحات” بحسب خبراء الصحة الأميركيين.

اللقاحات تبدو فعالة ضد البديل دلتا
لكن في الحقيقة، تثير هذه الأرقام أيضا قلقا شديدا لدى خبير الأمراض المعدية أنتوني فاوتشي، أحد أبرز محاربي كورونا على مستوى العالم.

ويعود هذا القلق إلى أن أغلب الإصابات الجديدة تسجل – كما هو متوقع- في المناطق التي يقل فيها تلقي اللقاح، كما أن نحو 20 بالمئة من الإصابات الجديدة هي للمتحور “دلتا” شديد العدوى، والذي سبب كارثة في الهند.

ويقول تقرير لشبكة NBC نيوز الأميركية إن “حملة التطعيم تصطدم بجدار” في ولايات الجنوب الأميركي، مثل آلاباما حيث “المجتمعات الريفية الرافضة للتلقيح”.

ويثير رفض التلقيح مخاوف من تحور الفيروس إلى طفرات جديدة، قد تجعل اللقاحات الحالية أقل فعالية.

ونقلت مجلة ناشيونال إنترست الأميركية عن الدكتور فاوتشي قوله إن “المعركة ضد فيروس كورونا هي في الحقيقة سباق ضد الزمن وضد التحورات الأخرى للفيروس التي يمكن أن تكون أكثر تدميرا”.

ويظهر تحور دلتا مؤشرات على إنه يمكن أن يكون “المؤثر الصعب المقبل” بحسب الصحيفة، خاصة وأن أعداد المصابين تتضاعف بنفس الوتيرة التي كان يتضاعف بها فيروس كورونا قبل بدء التلقيح، وهي الضعف كل أسبوعين.

ظهر متغير دلتا لأول مرة في الهند
ومع بقاء الفيروس وتكاثره في مجموعات غير مطعمة، يقول تقرير الصحيفة إنه سيتفاقم ويتغير “ربما إلى متحور لا يحمي منه فايزر وموديرنا وغيرهما من اللقاحات”.

ويحمي لقاح فايزر من متحور دلتا بنسبة 88 بالمئة، وهي أقل من نسبة 94 بالمئة التي يقدمها اللقاح ضد فيروس كورونا الأصلي.

وفي الوقت الحالي، هناك 19 مريضا بكورونا في المستشفيات لم يتلقوا اللقاح من بين كل 20 مريضا، أي أن التلقيح كان يمكن أن يخفض التواجد في المستشفيات بنسبة 96 بالمئة تقريبا.

وفيما يريد الرئيس بايدن تلقيح 70 بالمئة من البالغين الأميركيين قبل الرابع من يوليو، إلا أن ضعف الإقبال على التلقيح يجعل تحقيق هذا الهدف غير ممكن على الأغلب.

ونقلت صحيفة غارديان البريطانية عن خبراء قولهم إن “من الممكن أن تميل كفة الصراع ضد كورونا إلى كفة الفيروس، ما لم تكثف البلدان حملات التلقيح ويلتزم الناس بالحذر”.

وتشير الأبحاث التي أجريت في المملكة المتحدة، حيث عثر على تحور دلتا في 99 بالمئة من الإصابات الجديدة إلى أنه أكبر قدرة على العدوى بنسبة 60 بالمئة من تحور ألفا، الذي كان مهيمنا على البلاد، كما أنه أكثر مقاومة لا سيما لمتلقي جرعة واحدة”.

وحثت منظمة الصحة العالمية، الجمعة، الأشخاص الذين تلقوا التطعيم بالكامل على الاستمرار في ارتداء الكمامات وممارسة تدابير السلامة الأخرى مع انتشار متغير الدلتا شديد العدوى بسرعة في جميع أنحاء العالم.

وقالت الدكتورة، مارينجالا سيماو، المديرة العامة المساعدة للمنظمة أن “الناس لا يمكن أن يشعروا بالأمان لمجرد تناولهم الجرعتين، لا يزال الجميع بحاجة إلى حماية أنفسهم”.

وتأتي تعليقات المنظمة الصحية في الوقت الذي قامت فيه بعض البلدان، بما في ذلك الولايات المتحدة، بالتخلص إلى حد كبير من القيود المتعلقة بالوباء.

لكن دولا أخرى، من بينها إسرائيل، أعادت إلزام المواطنين بارتداء الكمامات، بعد انتشار متغير دلتا في البلاد.

وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال، إن حوالي نصف البالغين من المصابين بمتحور “دلتا” تلقوا الجرعة الكاملة من لقاح فايزر.

وقد تم العثور على مصابين بمتحور دلتا في 49 ولاية أميركية، بالإضافة إلى العاصمة واشنطن.

وفيما يقترب التحور من “الهيمنة” على المشهد في الولايات المتحدة، ترتفع أيضا نسب الإصابة بتحورات “بيتا”، و”غاما” إلى ما لايقل عن 11 بالمئة من الحالات في الولايات المتحدة.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى