«الجارديان»: آبي أحمد مقبل على كارثة إذا فاز في انتخابات إثيوبيا
مجاعة تنذر بكارثة، مقاطعة حزبية مؤثرة، لجان معطلة، ووضع اقتصادي قيد الانفجار.. هكذا تبدو الصورة عشية الانتخابات في إثيوبيا، غدًا الإثنين، والتي يحظى فيها رئيس الوزراء الحالي، آبي أحمد بفرص كبيرة للفوز، لكن هذا قد يقوده إلى تهلكة سياسية محتومة.
«آبي لن يخسر، لكن ثمّة أزمة كبيرة قادمة”.. هكذا سلّطت صحيفة «جارديان» البريطانية الضوء على العملية الانتخابية قبيل ساعات من انطلاقها، قائلة إن الانتخابات حاسمة ويمكن أن توفر منصة انطلاق لرئيس الوزراء المثير للجدل لبسط قبضته على البلاد.
الانتخابات معطّلة في 500 دائرة
«جارديان» ذكرت أن أنصار رئيس الوزراء الإثيوبي يأملون أن تؤدي الانتخابات إلى ازدهار حزبه الجديد، فيما كشفت الصحيفة أن أكثر من 500 دائرة انتخابية برلمانية لن يجري فيها التصويت بسبب مشاكل لوجستية أو العنف أو الحرب في إقليم تيجراي.
وبحسب الصحيفة، فإن «آبي»، 44 سنة، والمتخصص السابق في المخابرات العسكرية، قال أمام حشد وحيد ضمّ عشرات الآلاف من المؤيدين الأسبوع الماضي إن إثيوبيا ستظهر للعالم المتشكك أنه قادر على توحيد بلاده المنقسمة.
وتحدث «آبي» في استاد مزدحم بمدينة جيما الغربية: «يقول العالم كله إننا سنقاتل بعضنا البعض لكننا سنظهر بشكل مختلف»، مضيفًا: «القوات التي أنقذت إثيوبيا من الانهيار ستحوِّل القرن الأفريقي إلى مركز قوة في القارة».
الأحزاب الشعبية تقاطع.. والسجون مليئة بالمحتجزين
في أول سنة ونصف له في السلطة، أطلق «آبي» سراح أكثر من 40 ألف سجين سياسي، وجلب المزيد من النساء إلى مناصب عليا، ورفع الحظر المفروض على الأحزاب السياسية، وسمح بمزيد من حرية الإعلام، وفتح قطاعات من الاقتصاد.
لكن السجون راحت تمتلئ مرة أخرى، إذ ذكرت الصحيفة أن الآلاف محتجزون في معسكرات عسكرية، وأكثر من 20 صحفيًا مسجونين منذ العام الماضي.
وقالت فيسيها تيكلي من منظمة العفو الدولية: «إن الوضع الآن مأساوي كما كان من قبل، إن لم يكن أكثر».
وتقاطع العديد من الأحزاب في أوروميا، المنطقة الأكثر اكتظاظًا بالسكان في إثيوبيا، الانتخابات بدعوى الترهيب الحكومي.
الأزمات في انتظار «آبي»
ورأت «الجارديان» أنه «مهما كانت نتائج انتخابات هذا الأسبوع – ومن غير المتوقع أن يخسر آبي – فسيتعين عليه التعامل مع أزمة اقتصادية تلوح في الأفق. وتواجه الدولة التي يبلغ عدد سكانها 110 ملايين نسمة نقصًا حادًا في العملة الأجنبية وسعت دون جدوى لتأجيل سداد الديون».
ووصفت المتحدثة باسم رئيس الوزراء الإثيوبي، بيلين سيوم، الانتخابات بأنها فرصة للمواطنين لـ«ممارسة حقوقهم الديمقراطية»، متهمة وسائل الإعلام الدولية بمحاولة «اغتيال» آبي أحمد، سياسيًا.
350 ألف ضحايا المجاعة في تيجراي.. والغرب يهدد
ويقول دبلوماسيون غربيون ووكالات إنسانية، وفقا لـ«جارديان»، إن 350 ألف شخص في إقليم تيجراي يعانون الآن المجاعة، مع وجود ملايين آخرين مهددين بسبب النقص الحاد في الغذاء.
وحذر دبلوماسيون غربيون من أنه «إذا لم تتبع التغييرات الموعودة استطلاعات الرأي، فسيتم ممارسة المزيد من الضغط الدولي الجماعي»، مُصرِّين على أنه «إذا لم يتم فعل شيء، فستكون هذه مجاعة من صنع الإنسان بالكامل».
وقالوا إنهم تلقوا تأكيدات خاصة من كبار الوزراء الإثيوبيين بأن القيود المفروضة على وصول المساعدات الإنسانية إلى مناطق المجاعة يمكن تخفيفها بمجرد انتهاء الانتخابات.
ولخّصت سفيرة المملكة المتحدة، في الأمم المتحدة، باربرا وودوارد، مخاوفها بالقول: «ليس الجفاف أو الجراد هو الذي يسبب هذا الجوع، ولكن قرارات من هم في السلطة».