مصر تطلب تدخلا أمريكيا ضد نتنياهو.. لماذا؟
كشفت مصادر مطلعة، السبت، أن القيادة المصرية، التي تشرف على ملف الوساطة بين الاحتلال الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية لتثبيت وقف إطلاق النار، ومحاولة التوصل إلى هدنة طويلة المدى، طالبت الإدارة الأمريكية بضرورة التدخل والضغط لمنع رئيس الحكومة “بنيامين نتنياهو” من إعادة تفجير الأوضاع في الأراضي الفلسطينية مرة أخرى.
وذكرت المصادر أن المسؤولين في جهاز المخابرات العامة المصري أبلغوا نظراءهم الإسرائيليين بخطورة التحركات التي من شأنها العودة إلى المربع صفر وإشعال مواجهة عسكرية مجددا بين جيش الاحتلال وفصائل المقاومة.
وشددت على ضرورة منع مسيرة الأعلام من الدخول للمدينة القديمة في القدس، والمساس بالحرم القدسي، وفقا لما نقله موقع “العربي الجديد”.
وأوضحت المصادر أن اتصالات مصرية رفيعة جرت خلال الساعات الماضية، أكدت فيها الإدارة المصرية لنظيرتها الأمريكية أن “نتنياهو” يرغب في تفجير المشهد لأسباب داخلية، في إشارة إلى عرقلة التصويت على حكومة إسرائيلية جديدة في الكنيست.
ولفتت إلى أن تحركات “نتنياهو” وحلفائه، في حال نجاحهم فيها، من شأنها أن تنسف الجهد المصري الذي تحقق لوقف إطلاق النار أخيرا، خصوصا في ظل وجود فرق هندسية مصرية حاليا في قطاع غزة.
وأوضحت المصادر أن الأجنحة العسكرية للفصائل الفلسطينية ما زالت على استعداد لاندلاع مواجهة جديدة، في ظل الشعور بنشوة الانتصار على الجيش الإسرائيلي في المواجهة الأخيرة.
وإلى جانب قلق مصر بشأن جهود وقف إطلاق النار وحجم المساعدات التي تُضخ إلى قطاع غزة، ووجود معدات وفرق هندسة مصرية في القطاع حاليا، فإن الأخطر، وفق المصادر، يكمن في إبلاغ القاهرة الجانب الأمريكي بأن المواجهة العسكرية القادمة لن تكون بين غزة وإسرائيل فقط، بل ستكون هناك ثلاث جبهات.
ولفتت المصادر إلى وجود تنسيق كبير بين فصائل المقاومة في قطاع غزة و”حزب الله” اللبناني، وفصائل مسلحة في سوريا، ستنخرط جميعها في مواجهة مع الجيش الإسرائيلي، وهو ما من شأنه تفجير حرب إقليمية.
وأشارت إلى أن نتائج المواجهة الأخيرة بين فصائل غزة والإسرائيليين فتحت شهية بعض الأطراف الإقليمية، في إشارة إلى إيران، لاستنزاف تل أبيب، وهو ما لا يدركه “نتنياهو” الساعي فقط للحفاظ على موقعه.