القوصي: القرأنيين لايؤمنون بالأحاديث النبوية.. والقرأن منهم براء
كتبت : راما الحلوجي
قال الدكتور اسامه القوصي الداعيه الإسلامي معقبا على قول دكتور محمد هدايه بأن الصلاة المفروضه على المسلمين هي صلاة الفجر والعشاء فقط، بأن الدكتور هداية من هذه الفرقة المسماة بالقرآنيين و القرآن منهم براء فلا يؤمنون بالأحاديث إلا ما وافق القرآن بحسب أفهامهم للقرآن و هم أشد تطرفا من إسلام البحيري و أمثاله ممن يتبنون نفس هذا المنهج الغريب على أمة الإسلام التي عمرها اليوم أكثر من أربعة عشر قرنا من الزمان و كأنهم فجأة اكتشفوا لنا دينا جديدا لا يعرفه الصحابة و التابعون لهم بإحسان و كأنهم كانوا رد فعل للمتطرفين في الاتجاه الآخر من المتأسلمين و المتسلفين
واشار القوصى فى تصريحات لـ”الامة” إلى إن الآيات التي يستدلون بها صحة كلامهم قوله تعالى { و أقمِ الصلاةَ طرفي النهار و زُلَفا من الليل } [ ١١٤ – هود ] و منها قوله تعالى { أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل و قرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا } [ ٧٨ – الإسراء ] و منها قوله تعالى { ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم و الذين لم يبلغوا الحلم منكم ثلات مرات من قبل صلاة الفجر و حين تضعون ثيابكم من الظهيرة و من بعد صلاة العشاء } [ ٥٨ – النور ] و هي الآيات التي يفهمون منها خطأ أن الصلوات المفروضة هي الفجر و العشاء فقط و بالطبع خالفهم بعض أصحابهم ممن يسمون بالقرآنيين أيضا محتجين بقول الله تعالى { حافظوا على الصلوات و الصلاة الوسطى } [ ٢٣٨ – البقرة } فزادوا على الفريق الأول الصلاة الثالثة في وسط النهار .
هذه هي الآيات التي يفهمونها هذا الفهم الخاطئ الذي لم يتعلمه أحد من الصحابة من الرسول الكريم صلى الله عليه و على آله و سلم و لا أحد من التابعين لهم .
وتابع القوصى : للأسف هؤلاء المسمون بالقرآنيين مخالفون للقرآن الكريم ذاته الذي يقول الله فيه إنه راضٍ عن ثلاثة أصناف فقط من هذه الأمة الخاتمة و هم فقط الذين يدخلون الجنة بشهادة الله لهم و هم المذكورون في الآية الكريمة : { و السابقون الأولون من المهاجرين و الأنصار و الذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم و رضوا عنه و أعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم } [ ١٠٠ – التوبة ] و هؤلاء السابقون الأولون من المهاجرين و الأنصار كانوا يصلون جميعا الفريضة خمس صلوات في كل يوم و ليلة و ما بقي لنا نحن حتى ندخل الجنة معهم إلا أن نكون من الصنف الثالث و هم { الذين اتبعوهم بإحسان }
واضاف : فكرة أننا نفهم القرآن هكذا في آخر الزمان بأنفسنا دون أن نتبع السابقين الأولين من المهاجرين و الأنصار فكرة ضالة خاطئة تماما لأنهم هم الذين عايشوا و عاصروا نزول القرآن على رسول الله صلى الله عليه و على آله و سلم و رأوه بأنفسهم يصلي بهم إماما خمس صلوات مفروضات كل يوم و ليلة و تعلموا منه كيف يصلون كما أرشدهم قائلا لهم هم وحدهم لا لنا : ( صلوا كما رأيتموني أصلى ) و نحن ما رأيناه يصلي إنما هم وحدهم الذين رأوه بأعينهم يصلي و رأوه يصلي فريضة الصبح ركعتين لا أربعا و رأوه يصلي فريضة الظهر و فريضة العصر و فريضة العشاء أربعا لا ركعتين و رأوه يصلي فريضة المغرب ثلاثا لا أربعا و رأوه يقوم بعد فراغ المؤذن من إقامة الصلاة يكبر تكبيرة الإحرام في أول كل صلاة و يقرأ القرآن و هو قائم لا في الركوع و السجود و رأوه كيف يركع و كيف يسجد و كيف يجلس التشهد الأوسط و الأخير و رأوه كيف يسلم من الصلاة و رووا لنا كل ذلك في الأحاديث الصحيحة ( و كل ذلك ليس مذكورا في القرآن ) و إنما تعلموه منه هو صلى الله عليه و على آله و سلم ، و هم وحدهم الذين خاطبهم الله خطابا مباشرا قائلا لهم { لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة } [ ٢١ – الأحزاب ] و قال لهم هم مباشرة { و أطيعوا الله وأطيعوا الرسول و احذروا } [ ٩٢ – المائدة ] ففهموا أن طاعة الرسول واجبة عليهم كما أن طاعة الله واجبة عليهم تماما لأن الله هو الذي أمرهم بذلك في القرآن الكريم و نحن نتبع السابقين الأولين من المهاجرين و الأنصار في كل ذلك حتى نكون من الذين اتبعوهم بإحسان و ندخل الجنة معهم بنص القرآن الكريم