سوريون يستعينون بآية قرآنية لحث مصر على إلغاء تأشيرة الدخول

في العام 2017، وافق السفير المصري في الخرطوم، على طلب تأشيرة دخول لمصر، تقدم بها لاجئ سوري فرَّ من هجمات وحصار نظام الرئيس بشار الأسد، لغوطة دمشق، بعدما ذيّل طلبه بآية قرآنية ورد فيها اسم مصر.

وكتب الرجل الذي كان يبحث عن علاج لابنته في مستشفيات مصر، في نهاية تلك الرسالة المؤثرة، الآية رقم 99 من سورة ”يوسف“، والتي تنص على ”ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين“، ليكون واحدا من سوريين قلائل وافقت مصر على دخولهم للبلاد منذ العام 2013.

لكن بعد مرور ثماني سنوات على قرار القاهرة باشتراط حصول السوريين على تأشيرة دخول قلما يتم منحها، فإن أحدث مطالب السوريين لمصر تستعين بالآية ذاتها؛ علها تحث قيادة البلاد على تسهيل دخول السوريين مجددا.

وقاد وائل حبال، أحدث مطالب السوريين بالسماح لهم بالدخول إلى مصر، مستفيدا من شهرته في العالم العربي، إذ إنه صاحب الصوت الشهير الذي يرافق تطبيق ”خرائط غوغل“ الذي يُستخدم للوصول إلى الوجهات المقصودة بأقصر الطرق.

وكما فعل مواطنه في العام 2017، ذيل حبّال المعروف على نطاق واسع في مواقع التواصل الاجتماعي في العالم العربي، رسالته بالإشارة لتلك الآية القرآنية التي يحفظها غالبية المصريين كونها تحمل اسم بلدهم، وتشير إلى لم شمل النبي يوسف عليه السلام مع والديه بعد سنوات طويلة من الفراق.

وكتب حبّال عبر حسابه في فيسبوك ملخصا لمعاناة السوريين مع صعوبة الحصول على تأشيرة دخول، وشارحا سبب الإجراء المصري، وقال: ”( يا غريب كون أديب) لم يطبّق بعض الجهلة من أبناء بلدي هذا المثل عام 2013 عندما وقفوا مع طرف ضد طرف آخر في ميادين مصر“.

وقال حبال: ”مجموعة من السوريين الذين لا ناقة لهم ولا جمل أساؤوا حتما لجميع السوريين الذين حُرموا دخول مصر، فخرج قرار منع دخول جميع السوريين إلا باستثناءات وموافقات سميت (تأشيرات)“.

وأضاف: ”لم يفلح معظم من أعرفهم شخصيا، وأنا معهم ومن المقيمين داخل أو خارج سورية، من الحصول عليها بالطرق القنصلية الروتينية، الفكرة هنا بأني لا أنكر بأن التدخل في شأن البلد المضيف خطأ جسيم لكنه حصل في 2013، واستمرار هذا المنع لثماني سنوات أضحى أمرا محزنا ومربكا بصدق“.

وتابع حبال: ”لا أدري إن كان هذا الحظر ينطبق على جنسيات أُخرى لكن المؤكد أنه فعال حتى هذه اللحظة على السوريين، السوريين المحبين لمصر وأهلها، بل وأكثر من ذلك من لهم عوائل وأسر مصرية سورية كحالتي أنا شخصيا“.

واختتم حبال رسالته بالقول: ”فقد حرمت من وداع اثنتين من عماتي توفيتا مؤخرا وتباعا، عماتي رحمة الله عليهما أمهات وجدات لمصريين أفتخر بهم كما يفتخرون هم بنا، حُرمنا وصالهم كما حُرمنا من زيارة بلدنا الثاني مصر، أعاد الله علينا دخولها آمنين عزيزين كما كنا، قولوا آمين“.

ووجدت دعوة حبّال تأييدا من قبل سوريين كثر، انضم إليهم مصريون أيضا، يقول جميعهم إن إلغاء قرار التأشيرة أو التساهل في منحها، سيساعد كثيرا من المحتاجين لدخول مصر بالفعل للاجتماع بعوائلهم بعد سنين من الفراق.

وتستضيف مصر نحو ربع مليون سوري فرَّ كثير منهم من جحيم الحرب والدمار الذي حلَّ بسورية منذ تحول الاحتجاجات المدنية السلمية عام 2011 ضد حكم عائلة الأسد المستمر منذ نصف قرن إلى مواجهات مسلحة مستمرة بين عدة أطراف تدعم كلا منها دول مثل روسيا وأمريكا وتركيا وإيران.

وكانت مصر وجهة مفضلة للاجئين السوريين بعد دول الجوار التي يمكن الوصول لها بسهولة، مثل تركيا ولبنان والأردن؛ بسبب العلاقة الوثيقة بين المصريين والسوريين، لكن عددا قليلا من السوريين استطاع الحصول على تأشيرة دخول منذ العام 2013.

ويلجأ بعض السوريين لدخول مصر عبر السودان بطرق غير شرعية، فيما يقع كثير منهم ضحايا لعمليات احتيال يقوم بها أشخاص يزعمون قدرتهم على تسهيل الحصول على تأشيرة دخول مقابل مبالغ مالية.

وقيّدت مصر دخول السوريين بعد أن وردت تقارير عن مشاركة عدد من السوريين في الاحتجاجات التي نظمها أنصار الرئيس المصري الراحل، محمد مرسي، ضد قوات الجيش والشرطة التي ساندت الرئيس الحالي عبدالفتاح السيسي عام 2013.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى