الأمم المتحدة: المجاعة وشيكة في تيغراى بسبب أبي أحمد
قال مسؤول الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة إن المجاعة وشيكة في إقليم تيغراي المحاصر في إثيوبيا والمناطق الشمالية، محذرا من خطر وفاة مئات الآلاف من الناس.
وقال مارك لوكوك إن الاقتصاد بات مدمرا بعد توقف الأعمال التجارية والمحاصيل والمزارع ولا توجد خدمات مصرفية أو اتصالات.
في بيان صادر، الجمعة، يقول لوكوك: “نسمع بالفعل عن وفيات مرتبطة بالجوع”.
يضيف: “الناس بحاجة إلى الاستيقاظ. يتعين على المجتمع الدولي أن يقدم المساعدة بالفعل، بما في ذلك توفير الأموال”.
في أواخر مايو، رسم مسؤول الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة صورة قاتمة لتيغراي بعد أشهر من اندلاع الحرب، حيث نزح ما يقدر بمليوني شخص من الإقليم، وذهب آلاف المدنيين ضحايا بين قتيل وجريح، بالإضافة إلى حدوث عمليات اغتصاب وأشكال أخرى من “العنف الجنسي المقيت” على نطاق واسع ومنهجي، علاوة على دمار البنية التحتية العامة والخاصة، بما في ذلك المستشفيات والأراضي الزراعية.
يتابع لوكوك قوله: “هناك الآن مئات الآلاف من الأشخاص في شمال إثيوبيا يعانون من المجاعة. هذه أسوأ مشكلة مجاعة شهدها العالم منذ عقد من الزمان – منذ أن فقد ربع مليون صومالي حياتهم بسبب المجاعة عام 2011”
وفي المجاعة الكارثية بين عامي 1984 و1985، توفي حوالى 2 مليون إفريقي بسبب المجاعة أو الأمراض المرتبطة بالجوع، نصفهم تقريبا في إثيوبيا.
وقال لوكوك: “هناك الآن خطر حدوث خسائر في الأرواح تصل إلى مئات الآلاف أو ما هو أسوأ من ذلك. مسألة إيصال المواد الغذائية والمساعدات الإنسانية الأخرى لجميع المحتاجين هو أمر صعب للغاية بالنسبة لوكالات الإغاثة”.
ويشن رئيس الوزراء الإثيوبي، أبي أحمد، الحائز على جائزة نوبل للسلام عام 2019، هجوما عسكريا مدعوما من قوات إرتيرية على الإقليم من نوفمبر الماضي “لاستعادة سيادة القانون” من جبهة تحرير شعب تيغراي، الذي كان يسيطر على المنطقة.
وعلى الرغم من تعهد أبي أحمد بأن الصراع سيكون قصيرا، إلا أن المعارك استمرت حتى الآن، في وقت تتزايد فيه التقارير عن جرائم حرب مزعومة، وسط تحذيرات من كارثة إنسانية مستمرة.
يقول لوكوك إن الأمم المتحدة والحكومة الإثيوبية ساعدتا نحو مليوني شخص في الأشهر الأخيرة في شمال إثيوبيا، لا سيما في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة.
لكن لوكوك قال إن هناك أكثر من مليون شخص في الأماكن التي تسيطر عليها قوات المعارضة في تيغراي و”كانت هناك محاولات متعمدة ومتكررة ومستمرة لمنعهم من الحصول على الطعام”.
بالإضافة إلى ذلك، هناك أماكن يسيطر عليها الإريتريون وأماكن أخرى تسيطر عليها الميليشيات، حيث يصعب للغاية إيصال المساعدات، على حد قول لوكوك.
وأضاف أن “وصول عمال الإغاثة غير متاح بسبب وجود المسلحين الذين يسيطرون على بعض المناطق، حيث يطلب منهم القيام بذلك من قبل سياسييهم”.
وقال إن جميع الحواجز يجب أن تزال وأن الإريتريين “المسؤولين عن الكثير من هذا يحتاجون إلى الانسحاب”، حتى تتمكن المساعدات من الوصول إلى أولئك الذين يواجهون المجاعة.
وزاد: “على رئيس الوزراء أبي أحمد أن يفعل ما قال إنه سيفعله، وأن يجبر الإريتريين على مغادرة إثيوبيا”.
كما قال لوكوك إن قادة الدول الصناعية السبع الكبرى – الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا واليابان وإيطاليا وكندا – بحاجة إلى وضع الأزمة الإنسانية والتهديد بمجاعة واسعة النطاق في شمال إثيوبيا على جدول أعمال قمتهم من 11-13 يونيو في كورنوال بإنكلترا.
وختم: “على الجميع أن يفهم أنه في حالة وقوع مأساة هائلة من النوع الذي حدث في عام 1984، فإن العواقب ستمتد إلى مدى بعيد وتستمر طويلا”.