هنا مجزرة” أبو حزام”.. دماء القتلى الأبرياء رصفت الطرق المتهالكة
شهدت قرية أبو حزام، التابعة لدائرة مركز شرطة نجع حمادي، شمالي قنا، أحداثا دموية مؤسفة، بعد مقتل 10 أشخاص وإصابة 7 آخرين، بعد هجوم على سيارة تقل ركاب بسبب خلافات عائلية بين عائلتي السعدية والعوامر بالقرية.
القرية المحرومة من كافة الخدمات، سواء الأمنية والصحية والتعليمة، وطرق متهالكة ونقص مياه الشرب والصرف وغيرها، والتي عرفت اعلاميا باسم قرية الدم والنار، كان أهلها يمنون أنفسهم أنه بعد حملات جمع الأسلحة في السنوات القليلة الماضية وضبط والقضاء على الخارجين عن القانون، أن تهتم بهم الدولة وتوفر لهم كافة الاحتياجات اللازمة، فالقضاء على الثأر والاجرام أو التفكير فيه، لا بد وأن يرافقه تنمية حقيقية للأهالي.
بداية القصة…
بدأت القصة كما رواها الأهالي، بنشوب مشادة كلامية يين سامي.ع، وآخر، بسبب خلافات بينهما، أوضحها البعض أنهما كانا يلعبان الكوتشينة والضمنه، ونشبت مشادات كلامية بينهما، تطورت إلى قيام المتهم بإطلاق أعيرة نارية صوب سامي.ع ، مما أسفر عن مصرعه، والبعض أوضح أن سبب المشاجرة خلافات ثأرية بين عائلة المتهم والمجني عليه، بعد مقتل نجل شقيقة المتهم منذ سنوات على يد أفراد من عائلة المجني عليه.
فور إصابة المجني عليه بطلقات نارية، لقي مصرعه على الحال، علم أقاربه وأبنائه بمقتله، خرجو حاملين أسلحتهم، أخذا بثأره، وأطلقوا النيران صوب سيارة كانت قادمة من نجع حمادي، فور وصولها القرية، تقل 16 من بينهم سيدات واطفال وعجائز ، ليسو طرفا في المشاجرة.
لم ترحم الرصاصات الحية، صغيرا ولا كبيرا، أو حتى صراخ العجائز والنساء وبكاء الأطفال ، مما تسبب في مقتل 10 بينهم 5 سيدات وطفل، فضلا عن إصابة سيدات و أطفال آخرين، ليصل إجمالي القتلى والمصابين إلى 17 ضحية.
مشاهد مؤلمة…
بدأت أولى المشاهد المؤلمة في المجزرة، عقب نزيف دم القتلى والمصابين على الطريق المتهالك ، مثله كباقي الطرق المتهالكة بالقرية ، والتي لم تحظى باهتمام المسؤولين منذ سنوات.
الجثث والمصابين، كانت متناثرة على الطريق، لم يتم نقلها لأكثر من ساعتين، لا يستطيع أحد القرب منها، خشية تلقيه طلقات من الممكن أن يروحوا ضحيتها أيضا، وبعد قرابة ساعتين، تم نقل الجثث والمصابين إلى مستشفيي نجع حمادي العام وقنا الجامعي، بعد أن رصفت دمائهم الطرق المتهالكة.
من بين القتلى، أسرة كاملة ماتت بطلقات الغدر، بينهم طفل ووالدته وجده من ناحية الأب وابنة عمه، فضلا عن الطفل أيوب الذي أصيب في الحادث ومازال الأطباء يحاولون إنقاذه من الموت داخل مستشفى قنا الجامعي، فضلا عن مقتل سيدتين مجهولتي الهوية، أصابتا القرية بالذهول والرعب، وبدأ الأهالي يبحثون عن ذويهم فربما يكونوا من ضمن الضحايا، حتى توصلت التحريات إلى هويتهن .
بدا الأهالي يتوافدون على مستشفيي نجع حمادي وقنا ، لاستلام جثث ذويهم، وأيضا للاطمئنان على المصابين، الذين لم يكن لهم دخل بالواقعة، إلا أن القدر لم يمهلهم.
ومن أصعب المشاهد المؤلمة، عويل السيدات بعد فراق أقاربهن في الحادث، واللاتي اكتوت قلوبهن بنار الفراق، الذي سيستمر يلازمهن طيلة عمرهن.
24 ساعة في المشرحة.. دفن الجثث على 3 مراحل..
انتظر الأهالي قرابة 24 ساعة ، وذويهم في المشرحة، ينتظرون الطب الشرعي لتشريح جثامينهم لاستلامها ، ودفنها، وتم دفن الجثث على 3 مراحل، بدأت بدفن 4 جثث، ثم 3 جثث، واخيرا 3 جثث، في حراسة أمنية مشددة.
الأمن يتدخل…
وانتقلت قوات أمنية إلى القرية، برئاسة اللواء محمد أبوالمجد، مدير أمن قنا، و قيادات من وزارة الداخلية، في محاولة لكشف ملابسات الواقعة، وضبط مرتكبي الحادث، كما فرضت قوات الأمن كردونا بين العائلتين ، خشية تجدد الاشتباكات، ووقوع ضحايا ومصابين جدد، سواء من العائلتين أو من خارجهما، كما حدث في المجزرة الأخيرة.
130 طالب وطالبة يؤدون الامتحانات…
لم ينته خوف المجزرة عند حد القتل أو الموت، بل وصل لحد الطلاب في الامتحانات، الذين أدوا امتحانات الشهادة الإعدادية اليوم، وسط خوف من رصاص الثأر.
وبلغ عدد من أدوا الامتحانات اليوم 130 طالب وطالبة، وسط تعزيزات أمنية، وتشكيل لجنة من الإدارة التعليمية، لسير الامتحانات بسلام حتى الانتهاء منها، بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية.