زفاف في محكمة.. فتاة تُنقذ خطيبها من”الاعدام” بعد اغتصابها
كانا يسيران نحو الزفاف.. خطوات بسيطة بقيت لإنهاء قصة حب “محمد”، و”ياسمين”، وما هي إلا شهور تفصلهما عن النهاية السعيدة لأي حبيبين، حتى جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن، إذ دب خلاف بين أسرتيهما.
واقعة غريبة شهدها المجتمع القناوي جنوب الصعيد، عندما تسلل شاب مقيم في منطقة أبنود، إحدى القرى التابعة لمركز قنا، إلى منزل خطيبته مستغلًّا عدم وجود أسرتها، وقام بمواقعة خطيبته جنسيًّا، برغبتها، على الرغم من وجود خلافات بين الأسرتين.
الخلافات قد تحدث بين جميع المخطوبين وأسرهم، ويتدخل الوسطاء لإنهائها، لكن في تلك الحالة وجد الشاب نفسه بين أن يغامر مع خطيبته، ويقرران أن يخلوا وحدهما خلوة غير شرعية لتنفيذ مخطط يلجآن إليه ليكون هو السبيل لإجبار الأسرتين على إتمام الزواج، أو ينزل على رغبة أسرتيهما، وينفصل عن حبيبته، وبعدما فعل فعتله قررت أسرة الفتاة تحرير محضر يتهمون فيه الشاب باغتصاب ابنتهم.
لم تنجح محاولات الوسطاء فى الصلح بين الطرفين، خاصة أن ما قام به الشاب يمثل جريمة كبيرة وخرق لعادات المجتمع القناوي، قبل أن يتم القبض عليه، ويقرر مصطفى جمال وكيل نيابة مركز قنا، حبس الشاب 4 أيام على ذمة التحقيقات.
كانت البداية اللواء محمد أبو المجد مدير أمن قنا، إخطارًا من مركز شرطة قنا، بتحرير أسرة الفتاة والبالغة من العمر 18 عامًا، محضرًا يتهمون فيه محمد.ج.ع” 19 عامًا باغتصاب ابنتهم، بعدما تسلل إلى المنزل، قبل أن يتم ضبط المتهم وتوجه له النيابة العامة تهمة اغتصاب فتاة.
تحريات المباحث جاءت لتكتشف خيطا جديدا فى تسلسل الواقعة، وأن الفتاة عاشرها خطيبها جنسياً برغبتها، وأن اتفاقا حدث بينهما حتى يتسنى لهما الزواج، لكن خوفها من بطش أسرتها فى حالة الاعتراف بذلك الأمر، دفعها لإنكاره في بداية الأمر.
وجاء الشاب أمام النيابة العامة، ليؤكد صحة التحريات، وأن اتفاق جمعه مع خطيبته، بأن يعاشرها جنسيًّا من أجل إجبار الأسرتين على إتمام الزواج، وأنه لا يرغب فى تركها ومستعد للزواج منها فى حضرة المحكمة، وإصلاح ما تسبب فيه من حالة غضب عارمة، جعلت أسرة الفتاة يتهمونه باغتصاب ابنتهم.
الحبس 4 أيام كان قرار النيابة العامة بحق المتهم، وجاء موعد التجديد أمام قاضي المعارضات، لكن توجهت الفتاة بصحبة أسرتها إلى القاضى سامح شوقي، وقررت الأسرة التنازل عن القضية، مقابل أن يقوم الشاب بالزواج منها خوفاً من العار الذى سيلاحقهم، كذلك التحريات التى جاءت لتؤكد أنه لا وجود لواقعة اغتصاب، وأن الفتاة خططت لذلك مع خطيبها لإجبار الأسرتين على إتمام الزواج، قبل أن ينهيا الخلاف.
الأمر لم ينتهِ عند ذلك وقرر الطرفان توقيع مذكرة صلح ويتم إخلاء سبيل الشاب، بينما كان يقف مأذون القرية ليوثق عقد القران بين الفتاة وخطيبها ويجمع حبهما، ضمن شرط التنازل عن المحضر.