أسباب لا يصدقها عقل .. ضغوط على جوجل لالغاء صفقة أرامكو السعودية
تضغط منظمات حقوقية على شركة غوغل، للتخلي على مشروع الحوسبة السحابية الذي يعتزم عملاق التكنولوجيا الأميركي إنشائه في السعودية، وذلك بسبب مخاوف من انتهاكات حقوقية.
وكانت غوغل وقعت في ديسمبر الماضي عقدا مع شركة أرامكو السعودية – أكبر شركة منتجة للنفط في العالم – اتفاقية لإنشاء خدمات سحابية “غوغل كلاود” في المملكة.
ومنصة “غوغل كلاود” هي واحدة من أكبر خدمات تخزين البيانات والحوسبة السحابية في العالم.
واستشهدت الجماعات الحقوقية، بما في ذلك هيومن رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية، بالمخاوف جادة بعد مقتل الصحافي جمال خاشقجي على يد عملاء سعوديين داخل قنصلية بلاده في إسطنبول عام 2018.
كما تتهم تلك المنظمات، السلطات السعودية، باستخدام أدوات إلكترونية للتجسس على المعارضين.
أعربت المنظمات الحقوقية عن مخاوفها بشأن ما وصفته بـ “السجل المكثف للسعودية في السعي للتجسس على مواطنيها”، واتهامات المدعين العامين الأميركيين عام 2019 بأن اثنين من موظفي تويتر السابقين استخدموا وصولهم إلى عملاق وسائل التواصل الاجتماعي لجمع معلومات حساسة عن المعارضين السعوديين لصالح سلطات الرياض.
وقالت المنظمات في بيان مشترك، الأربعاء، إن “هناك العديد من المخاطر الحقوقية المحتملة لإنشاء منطقة غوغل كلاود في السعودية والتي تشمل انتهاكات حقوق الخصوصية وحرية التعبير وتكوين الجمعيات وعدم التمييز والإجراءات القانونية الواجبة”.
وجاء في البيان أيضا: “أظهرت الحكومة السعودية مرارا وتكرارا تجاهلا صارخا لحقوق الإنسان، سواء من خلال إجراءاتها المباشرة ضد المدافعين عن حقوق الإنسان أو تجسسها على المنصات الرقمية للشركات لفعل الشيء نفسه”.
يتابع البيان: “نخشى أن تتواطأ غوغل في شراكة مع الحكومة السعودية في انتهاكات حقوق الإنسان المستقبلية التي تؤثر على الناس في المملكة ومنطقة الشرق الأوسط”.
وفي ردها على منظمة هيومن رايتس ووتش، كررت غوغل التزامها بمسائل حقوق الإنسان، وذكرت أنه تم إجراء تقييم مستقل لحقوق الإنسان لمنطقة غوغل كلاود في السعودية، وأن الشركة اتخذت خطوات لمعالجة المسائل التي تم تحديدها.
ولم تحدد الشركة ماهية تلك الخطوات.
وبحسب بيان ديسمبر المشترك بين غوغل وأرامكو، فإن الشركة الأميركية “ستقوم بإنشاء وتشغيل منطقة خدمات سحابية جديدة في المملكة، فيما سيتم إنشاء شركة جديدة لتوفير الحلول الخدمات السحابية للعملاء، مع التركيز على قطاع الأعمال داخل السعودية”.
وتعاقدت السعودية مع كبرى شركات التكنولوجيا، بما فيها غوغل، ضمن إطار خطة إصلاحية لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ممتدة لعام 2030، في حين أن بعض تلك الشركات تراجعت بالفعل على خلفية مقتل خاشقجي، وفقا لشبكة “سي إن إن”.وشملت رحلة محمد بن سلمان للولايات المتحدة عام 2018، زيارة كبرى شركات التكنولوجيا والسلاح بهدف تعزيز الاستثمارات في المجال التقني بين الشركات الأميركية والحكومة السعودية.