عبد الهادى جاب الله يكتب: رياح الأقصى
ظنوّا أن للأقصى أشباه رجال ، ولم يدركوا أن الشهادة هي من رحمِ البواسل .
للبيت رب يحميه للبيت رب يحميه، هكذا قال عبدالمطلب جد رسول صلى الله عليه وسلم، عندما توجه أبرهة الأشرم بجيشه لهدم بيت الله الحرام بمكة المكرمة
فاستجاب الله الدعاء
وحمى البيت الحرام وحفظه من أبرهة وجيشه.
أما ما يحدث الآن من تجاوزات لحرمة المسجد الأقصى وما يتعرض له الشعب الفلسطيني من إنتهاكات والعالم بأسرهِ يشاهد في صمت، ما هو إلا مهزلة قد يصعب على التاريخ تسجيلها، لأن معظم القائمين عليه هم ممن غابت ضمائرهم مقابل نزواتهم و مصالحهم الشخصية ، وبالتالي يسهل عليهم تزييف الحقيقة وتحويلها لقصةٍ درامية
حتى يتقبلها الناس بشكل طبيعي في كل زمان وفي كل مكان.
لم يعد في استطاعتنا أن نُميَّز بين الأشياء ،ولم يعد في مقدورنا أن نفرق بين ما هو كاذب وما هو صادق ، لكن يشهد الله عليها فقط وهو خير شاهد، ولايسعنا غير أن نرفع أيدينا إلى السماء ونقول
“للأقصي رب يحميه” ، “للأقصى رب يحميه”
وأن نصر الله قريب.
جرح عميق ومشهد دموي حاد، لكن للأسف لم يحرك ساكنا،
ربما لأن نفس المشهد قد تكرر كثيرا ولم يجد صدى أو حتى شرف المحاولة فى الدفاع عن الحق والنفس ،غير أهل الحجارة البواسل هم فقط من نالوا هذا الشرف، لأنهم هم من وهبوا أنفسهم و أرواحهم لقضية لم تكن تخصهم فقط.
كانت معظمها رسائل تُوجه للمسلمين فقط عند إحتفالهم بالمناسبات الدينية والأعياد ترى لماذا ،
هل لأن المسلمين هم من يشكلون الخطر الأكبر وذلك لتمسكهم بوحدتهم وعقيدتهم، مما يجعلهم بذلك يتأخرون في تنفيذ مشروعهم الخاص بإقامة دولة لهم والتي تبدأ حدودهامن النيل وتنتهي حتى الفرات ذلك طبعا على حسب زعمهم، أو ربما أصابهم نوع من التوتر والقلق للتأخر في تنفيذ صفقة القرن ،وذلك لايتم طبعا إلا تحت مظلة العباءة الإمريكية!؟
فكان لزاماً عليهم توجيه رسائل عنيفة من أجل إذلال المسلمين و ضربهم في وحدتهم وعقيدتهم لكي يستسلموا.
لكن المدهش أنه لا يوجد سوى إخواننا الفلسطينين فقط الذين يشكلون حائط الدفاع رغم كل هذه التجاوزات.
أين أنتم يا ساسة العرب
أين أنتم أيها الصفوة أين ذهبت نخوتكم أين رجولتكم ،أين أنتم أيها المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها!!!؟
كفاكم شعارات وهتافات،كفاكم كذبا.ً لقد منحكم الله الفرصة لكنكم لا تستحقونها. فقد منحها الله لشعب فلسطين الأبيّ، وسوف يتم بعد ذلك تعديل مُسمَّى الصراع العربي الإسرائيلي إلى الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، لأن قضية المسجد الأقصى قبلة المسلمين باتت محصورة داخل حدود الدولة الفلسطينية، هذا إلى جانب الإنتهاكات التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني يوما بعد يوم
لله الأمر من قبل ومن بعد.