أحمد بهجت.. كابوس كورونا يهزم رجل “الأحلام”
دريم بارك.. دريم لاند.. قنوات دريم.. جميعها مشروعات تحمل لقب “الأحلام”، وجميعها صنعها أحمد بهجت حتى أصبحت بحكم القضاء ضائعة.
تلك صياغة بسيطة لمشوار رجل الأعمال المصري الذي يحمل الجنسية الأمريكية، أحمد بهجت فتوح الشهير بأحمد بهجت , والذي عمل معيداً بالجامعة في قسم الرياضيات والعلوم الطبيعية.
بهجت الذي توفي اليوم الجمعة، بالولايات المتحدة الأمريكية، متأثرا بإصابته بفيروس “كوفيد 19” عن عمر ناهز 69 عاما، ترك إرثا من “الاحلام” هزمتها القضايا وهزمه هو شخصيا كابوس كورونا..
وفاة رجل الأعمال المصري أحمد بهجت متأثرا بإصابته بكورونا
وفي رسالة مؤثرة كتبت شهد بهجت، نجلة رجل الأعمال أحمد بهجت فتوح، على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، ” إن العين لتدمع و إن القلب ليحزن وإنا على فراقك يا أبي لمحزونون و لا نقول إلا ما يرضي ربنا، إنا لله و إنا إليه راجعون، توفي إلى رحمة الله أبي السيد الدكتور أحمد بهجت فتوح ووالد كل من عمر أحمد بهجت؛ زوجته إيمان عادل المزين، ودينا أحمد بهجت، وشهد أحمد بهجت، حرم أحمد محمد عبيد”.
كابوس كورونا
صانع الأحلام في 19 أبريل/نيسان الماضي كان على موعد بكابوس “كورونا” حيث أصيب رجل الأعمال المصري المنشأ وأمريكي الجنسية بفيروس كورونا المستجد، وتم نقله إلى الولايات المتحدة الأمريكية بـ”طائرة خاصة”، وذلك للخضوع إلى برتوكول العلاج في الولايات المتحدة، خاصة وأنه كان يعيش بجهاز إلكتروني لتنظيم ضربات القلب بعدما انفجر أحد شرايين قلبه عام 2005.
بهجت من مواليد عام 1951 واستطاع أن يحصل على شهادة الماجستير في كلية العلوم جامعة عين شمس عام 1977، ولم يكتف بذلك فسافر إلى الولايات المتحدة عام 1982 لاستكمال دراسته في معهد جورجيا تك، وكانت بدايته أثناء دراسته الدكتوراه في الولايات المتحدة حيث اخترع جهاز منبه، يحسب مواقيت الصلاة في أي بلد في العالم واتجاه القبلة، فيتم إدخال خطوط الطول والعرض، أو إدخال اسم المدينة، ويقوم المنبه بحساب مواقيت الصلاة لكل يوم، ودخل بهذا الاختراع في شراكة مع شركة لوكهيد.
أثناء تواجده في الولايات المتحدة كان أحمد بهجت يعمل عملًا إضافيًا إلى جانب دراسته، ليساعده على تحمل مصاريف الإقامة حتى استطاع أن يدخر قدرًا مقبولا من المال، ساعده على تكوين شركة مع 8 مهندسين أمريكيين، وقبل أن ينهي دراسته بدأت الشركة أثناء زيارة الرئيس الراحل حسنى مبارك للـولايات المتحدة، وفي هذا اللقاء طلب الرئيس المصري من أحمد بهجت العودة للعمل في مصر، قائلا له “لو الناس مثلك لم يعودوا لمصر فمن سيطور البلد”، وكان لهذا اللقاء أثر كبير جعله يقرر العودة إلى مصر.
بالفعل عاد بهجت إلى مصر، ومعه العديد من أفكار المشروعات العملاقة، بدأت بمدينة دريم لاند، وملاهي دريم بارك، ثم مجموعة قنوات دريم، وشركه إنترنت مصر وشركة جولدي للأجهزة الكهربائية وشركة انترفال للسياحة (جزء منها لأن الشركة عالمية) هو فقط وكيل لها في مصر والشرق الأوسط.
ولم تكن استثمارات بهجت في مصر فقط لكن كانت أيضا في تونس، ولديه استثمارات في السودان وجنوب السودان وإثيوبيا، والمغرب ورواندا.
ضياع الأحلام
وفي عام 2017، قضت محمكة النقض، برفض طعن رجل الأعمال أحمد بهجت، الذي تقدم به لإلغاء حكم التحكيم الصادر ضده، بإتمام بيع معظم أصول مدينة “دريم لاند”، وكافة الأراضي الفضاء بمدينة “دريم”، وذلك لصالح الشركة المصرية لإدارة الأصول العقارية والاستثمار، للوفاء بجزء من المديونيات الضخمة لرجل الأعمال لدى بنكي الأهلي ومصر والبالغة 3.2 مليار جنيه
وبهذا الحكم أصبح حكم التحكيم رقم 757 والصادر لصالح البنكين نهائيًا، والذي قضى بإتمام بيع أملاك أحمد بهجت وشركاته، والتي تشمل فندق “هيلتون دريم”، و”شيراتون دريم”، ومجمعات “بهجت ستورز”، و”مدينة دريم بارك للملاهي”، وكافة الأراضي الفضاء بمدينة دريم.
رسالته الأخيرة
في عام 2016، وجه بهجت رسالة إلى القيادة السياسية، في تصريح له لأحد وسائل الإعلام المحلية، معلنًا أنه سيتوجه للاستثمار في أفريقيا والمغرب العربي، وأن رجل الأعمال الذي لن يتوجه لأفريقيا المرحلة المقبلة سيموت اقتصاديا، وطالب الرئيس عبدالفتاح السيسى باختيار مجموعة من خبراء الاقتصاد المرحلة المقبلة، خاصة أن الرؤية لم تتضح بعد بالنسبة للمستشارين الذين حوله.