إسرائيل “تمحو ” عائلات بالكامل في غزة عن قصد .. وأدرعي يرد
نشرت صحيفة هآرتس تحليلا قالت فيه إن “إسرائيل تمحو عائلات بالكامل في قطاع غزة عن قصد”، في حين حمل مسؤول إسرائيلي، في تصريح لموقع “الحرة”، حماس المسؤولية عن سقوط ضحايا مدنيين خلال المواجهات.
وأوضح التحليل الذي أعدته، عميرة هاس، أنه منذ بدء التصعيد العسكري بين الإسرائيليين والفلسطينيين، قضت الضربات الإسرائيلية على 12 عائلة بالكامل، حيث تم ضرب منازلهم من دون أية تحذيرات مسبقة، نقلا عن وزارة الصحة الفلسطينية.
وأضاف أن هذه الضربات التي استهدفت عائلات مدنية، لم تكن من باب الخطأ، ولكنها كانت تبعا لقرارات وافق عليها كبار المسؤولين العسكريين.
وقتل 219 فلسطينيا في حلقة العنف المتواصلة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة منذ العاشر من مايو.
وبين القتلى طبيبان وأكثر من ستين طفلا، إضافة إلى أكثر من 1400 جريح، على ما أكدت وزارة الصحة الفلسطينية.
وقالت الشرطة الإسرائيلية إن 12 إسرائيليا قتلوا بصواريخ فلسطينية.
أدرعي: حماس تحتمي بالمدنيين
الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، قال في رد على استفسارات موقع “الحرة”، إن “سبب الإصابات بين المدنيين داخل غزة وخارجها، هو حماس”.
وأضاف أنه “في أي حرب أو معركة يقتل مدنيون، ولكن السؤال هنا لماذا؟”، وأشار إلى إلا أن حماس تحتمي بالمناطق السكنية، وتجعل من المدنيين أشبه بدروع حماية لها، وحتى أنها تقوم بإدارة بعض عملياتها من داخل منازل مدنيين.
وذكر أدرعي، أن حماس قامت خلال الأيام الماضية بإطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل من منصات وضعتها فوق مدارس أو مبان سكنية، ويوجد تسجيلات مصورة تثبت هذا الأمر، حسب قوله.
وأكد أن جيش الدفاع الإسرائيلي يجنب بقدر الإمكان إصابة أية أهداف أو منازل مدنيين، ما لم يثبت استخدامها من قبل حماس أوالفصائل المسلحة المختلفة، حيث يتم تنبيه الأهالي وتحذيرهم عادة قبل استهداف أي منطقة بضربات صاروخية، وهو ما حدث مع العديد من المباني والأبراج، والتي كان فيها مكاتب لحماس.
وأوضح أنه في حالات محددة يتم استهداف منازل تكون بداخلها مراكز للعمليات، أو منفذ لأحد أنفاق حماس التي تستخدمها للتنقل ونقل الأسلحة داخل غزة.
وكرر أدرعي تأكيده أن الجيش الإسرائيلي لا يستهدف محو عائلات بكاملها كما جاء في تقرير هآرتس.
ما بين 2014 و2021
ويؤكد تحليل هآرتس، الذي يعتمد على أرقام من وزارة الصحة الفلسطينية، والأمم المتحدة، ومنظمة “بتسيلم” الحقوقية، أن استهداف عائلات بالكامل، ليست أمرا جديدا تستخدمه إسرائيل، إذ إنها كانت ظاهرة بشكل كبير أثناء التصعيد العسكري الذي حصل في 2014، والذي أفضى لقتل نحو 70 عائلة بالكامل، ومن دون توجيه أي إنذارات أو تحذيرات مسبقة لهم، بحسب الصحيفة.
واختلف حجم الدمار بين بعض المباني التي تم تدميرها أو الأبراج التي تمت الإطاحة بها وتسويتها بالأرض، وذلك تبعا لموعد الضربات الصاروخية أكانت في الليل أو النهار، والتي ترتبط أيضا بموعد التحذيرات التي وصلت إلى ساكنيها، أكانت في مدة كافية لمغادرة المباني أم لا.
وتقول منظمة بتسليم الحقوقية، إن محو عائلات بأكملها في غزة، لربما يعود إلى تعريف “الهدف العسكري” للجيش، إذ إنه في ما يتعلق بحماس أو الجهاد الإسلامي فإن أي شيء يتعلق بهم حتى لو كان عبارة عن وجود هاتف في المنزل لأحد أفراد هذه الجمعات، فهو يعني أنه قابل للتدمير، باعتباره جزءا من البنية التحتية للإرهاب.
ناهيك عن أن تفسير الجيش أيضا لمفهوم الأضرار الجانبية، مرن وواسع، وهو يرتبط بتحقيق “الهدف العسكري المشروع” بحسب ما يراه قادة الجيش.
الأمم المتحدة تحذر
وكانت إسرائيل قد أعلنت الأربعاء، عزمها إجراء تقييم للتأكد مما إذا كانت شروط “وقف إطلاق النار” مع قطاع غزة مستوفاة، وفق وكالة فرانس برس.
وتواصل الفصائل الفلسطينية إطلاق صواريخها من القطاع في اتجاه إسرائيل، ولو بوتيرة أقل، كما أعلن إطلاق صواريخ من جنوب لبنان على إسرائيل.
وقال الجيش الإسرائيلي، الأربعاء، إن حماس أطلقت ما يقرب من 3700 صاروخ على إسرائيل منذ 10 مايو، ما يدفع الإسرائيليين الذين يعيشون على الحدود القريبة مع قطاع غزة إلى البقاء في الملاجئ.
وتحذر الأمم المتحدة من خطر حدوث أزمة إنسانية في قطاع غزة مع نزوح 72 ألف فلسطيني من منازلهم وخسارة 2500 شخص بيوتهم في عمليات القصف.
واندلع النزاع بعد إطلاق صواريخ من قطاع غزة على إسرائيل تضامنا مع مئات المتظاهرين الفلسطينيين الذين أصيبوا في مواجهات مع الشرطة الإسرائيلية في القدس الشرقية وباحة المسجد الأقصى، على خلفية تهديد بطرد عائلات فلسطينية من منازلهم في حي الشيخ جراح لصالح مستوطنين إسرائيليين.