فلسطين.. البقاء ستشرق..بقلم: أحمد السعيد

 

أحمد السعيد

لاعليك يا فلسطين وقري عينا وتيقني بالنصر والعزة والكرامة، لاعليك من حثالات الأرض وأراذل القوم ونفايات التاريخ الكريهة، لاعليك من قوم سامهم فرعون سوء العذاب وقتل أبناءهم وأستحيا نسائهم وكان البلاء من ربهم عظيم.

 لاعليك من قوم مسخ الله عقولهم وأراد لهم الخلاص والعزة فأبوا الإ أن يكون قوما في قلوبهم نفاق وكره وازدراء لما ليس منهم وعصيان لربهم وتكبر ونسوا أن فرعون استعملهم بالسخرة والذل والهوان والدون لإنهم لم يحترموا أنفسهم عندما هبطوا مصر ولم يكن لديهم رقي كشعب مصر القديم فسلط الله عليهم فرعون بذنوبهم فأوردهم ذلا لاينسى إلى يوم القيامة وجعلهم من الصاغرين فما من ظالم الإ ويبلى بأظلم.

 لاعليك أيتها الأرض المباركة التي بارك الله حولك وجعل مسجدك الأقصى ممن تشد اليه الرحال وشرفه بأولى القبلتين.

 لاتجزعي وقد مر بك الطغاة والقتلة والمجرمون الصليبيون وأحرقوا أرضك الطاهرة ونجسوا ترابك وجثموا على صدرك أعواما طويلة لكن أين أستقر بهم المطاف إلى حيث ألقت رحالها أم قشعم غير مأسوف عليهم ونصر الله عباده المؤمنين وأعلى كلمة الحق وشرد الغزاة وقتل المجرمين شر قتلة بأيدي عباده المخلصين.

 ثم مالبثتي أن عدتي إلى حوزة النور والهدى والأمن والطمأنينة كما بدأتيه في عهدنا سيدنا الفاروق خليفة المسلمين العادل عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه عندما عنى لك ولبى نداء ربه وقطع المسافات الطوال ليبارك فتحك العظيم في زمن الخلفاء الراشدين والمؤمنين الأصفياء وليكسب ود أهلك ويؤلف بين قلوبهم بما شرعه الله في محكم التنزيل وسنة نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم وتسلم مفتاحك الطاهر الشريف وحمل بيديه الطاهرة مع صحبه الكرام حجارة بيتك المقدس المتناثرة على جنباته وصفها وأعادها إلى مكانها ونظف هو ومن معه ما حول الأقصى ليضرب رضي الله عنه وأرضاه أعظم الأمثلة وأجملها وأنصعها في نصرة المقدسات مصداقا للرسالات السماوية ومصداقا لوعد الله سبحانه وتعالى والله لايخلف ولا يخذل المؤمنين ووعدهم بالنصر وهو على ذلك قدير.

لاتخشي يا فلسطين شيئا فبعون من الله تبارك وتعالى ثم بعزيمة ابناءك الصادقين ستعودين لسابق عهدك المشرق ستعودين لعزتك التي ورثتيها منذ فجر التاريخ منذ ابراهيم عليه السلام عند مر بإرضك الطاهرة وطاب له المقام فيك هو وأولياء الله وأنبياؤه.

 لاتخافي وقد بدأ بناء مسجدك المبارك المذكور في محكم التنزيل نبيه الكريم داوود عليه السلام وأكمله ابنه نبي الله سليمان عليه السلام كما أبيه.

لاتحزني وأنتي أولى القبلتين وإليك ينوى بالهجرة ففيك مقام العزة والراحة والطمأنينة.

قري عينا يا فلسطين الطاهرة المباركة اقترب وعد الآخرة الذي وعد الله تبارك وتعالى به المؤمنين الصادقين اقترب سقوط من عصوا موسى عليه السلام فشتت الله شملهم وضرب عليهم التيه  في الأرض أربعين عاما اقترب هلاك من لم يفقهوا على مر التاريخ آيات ربهم واتخذوا دينهم لعبا اقترب زوال من صنعوا العجل ذو الخوار فأراهم الله آياته وعبره ووعد سبحانه بهلاكهم في آخر الزمان وربما ذاك أقرب مما نتخيل فدعوات المسلمين على امتداد العالم الإسلامي الكبير من جاكرتا في الشرق وصولا الى الرباط غربا لن تضيع وسيحيق الله بالقوم الكافرين ويعلي كلمة المؤمنين من أبناء فلسطين وينصرهم على عدوه وعدوهم وما الصبح ببعيد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى