زيارة خان “المهمة” للسعودية.. محاولات إنهاء “الخلاف النادر”

بعد أشهر من التوترات بين البلدين الحليفين، وقعت السعودية وباكستان اتفاقيات ثنائية على مستوى مجالات مختلفة وذلك في أعقاب الزيارة التي يقوم بها رئيس الوزراء الباكستاني، عمران خان، إلى جدة والتي وصفت بـ “المهمة” لحل “الخلاف النادر”.

والجمعة، استقبل ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، خان، في جدة، وأكدا على “عمق العلاقات (…) وأهمية توسيع وتكثيف آفاق التعاون”، حسبما أفادت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) السبت.

وذكرت الوكالة السعودية أن خان أشاد خلال اللقاء مع ولي العهد بدور المملكة “في حلّ القضايا التي تواجهها الأمة الإسلامية”، وناقش معه “سبل تقوية وتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين”.

من غير المعتاد على السعودية أن تلح في استرداد قروضها، خصوصا للدول التي تربطها بها صداقات تاريخية. لكن ذلك لم يحدث مؤخرا مع باكستان التي ضغطت عليها الرياض لرد المال.. فلماذا يتغير موقف المملكة الآن من الحليف الاستراتيجي؟
كانت السعودية في ديسمبر، طلبت مليار دولار من قرض بقيمة 3 مليارات دولار من باكستان التي تعاني من ضائقة مالية، كما لم يتمّ تجديد تسهيل ائتماني نفطي منتهي الصلاحية بمليارات الدولارات.

وقال علي إن “أي تفكير سعودي في تأجيل سداد مستوردات النفط الباكستانية سيساعد في تقليل الضغط على حكومة خان لإعداد الميزانية المقبلة التي تواجه صعوبات بسبب جائحة كورونا وارتفاع التضخم”.

ودعمت السعودية، باكستان، بمساعدات مالية وقروض بمليارات الدولارات في السنوات الأخيرة، غير أن مراقبين يقولون إن السعودية حريصة أيضا على عدم إثارة غضب الهند، الشريك التجاري الرئيسي والمستورد للنفط الخام السعودي.

لكن الرياض كانت مستاءة من إسلام آباد العام الماضي بعدما حاولت الاخيرة دفع السعودية لاتخاذ موقف حازم بشأن منطقة كشمير المتنازع عليها مع الهند في أغسطس.

وقال نائب مدير برنامج آسيا في مركز أبحاث ويلسون بواشنطن، مايكل كوجلمان، إن وجود قائد الجيش الباكستاني في اجتماعات خان مع القيادة السعودية “يشهد على أهمية الزيارة”.

عزّزت الرياض وإسلام أباد علاقاتهما الثنائية عبر التوقيع على اتفاقيات خلال زيارة لرئيس الوزراء الباكستاني عمران خان إلى جدّة، بعد أشهر من التوتّرات بين الحليفين على خلفية منطقة كشمير التي تتنازع باكستان السيادة عليها مع الهند.

وأضاف كوجلمان: “إنها زيارة مهمة لأنها تهدف إلى إعادة ضبط العلاقات بين البلدين التي بدأت بعد خلاف نادر العام الماضي”.

وتابع: “العلاقة ليست مستقرة كما كانت من قبل، ولكن لا يزال هناك الكثير من الأهداف المشتركة لإبقائها بدرجة قوية”.
وخلال الزيارة، وقع مسؤولون من البلدين اتفاقي تعاون “في مجال المحكوم عليهم بعقوبات سالبة للحرية” ومكافحة الجريمة، ومذكرتي تفاهم في مجال مكافحة الاتجار غير المشروع بالمخدرات وتمويل مشاريع في مجالات الطاقة والبنية التحتية والنقل والمياه والاتصالات.

وتعتبر السعودية الدولة الأولى التي يزورها رئيس وزراء باكستان بعد انتخابه في عام 2018، ومنذ ذلك الحين، زار خان المملكة 5 مرات آخرها في ديسمبر 2019

وفي فبراير 2019، زار ولي العهد السعودي، باكستان، ووقع اتفاقيات اقتصادية بقيمة 20 مليار دولار خلال زيارته لإسلام آباد التي لاقى فيها استقبالا حافلا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى