عبد الرشيد راشد يكتب: سننتصر .. ولكن !!!

عبد الرشيد راشد

كثيرا ما تحدثنا عن أحوال الأمة وما آلت إليه من سقوط وتراجع وتجاهل من قبل سكان المعمورة، إلا أننا للأسف في كل مرة نعاود فيها الكرة نجد بأن ألمنا قد ازداد آلاما وحزننا أحزانا، فتراودنا للحظات فكرة التنحي عن الخوض في مثل هذه الأمور لإحساسنا بأن الكلام بلا فائدة، وبأنه لا يؤثر في المعنيين به من قريب أو من بعيد.

 غير أننا في كل مرة نتراجع عن فكرة الابتعاد عن مآسينا نجد أنفسنا لا إراديا نقلب صفحات الأمة الناصعة من جديد، ولعل ذلك بسبب الحالة المزرية التي وصلت إليها أمتنا في كافة المجالات، أو ربما من باب التنفيس والبوح “كي لا ننفجر” فنسأل الله أن تكون لعودتنا ثمرة، ونستطيع من خلالها تحريك بعضا من المياه الراكدة في بلادنا، ونسوق عبر سطورها ما يذكر أمة المليار والنصف بأن النصر قادم لا محالة برغم المآسي والكوارث التي تملأ حقيبة الأمة وتختبئ بين جدرانها، وإن كنا لا نعلم متى سيأتي ذلك النصر تحديدا لأنه مرهون بعلاقتنا بالله أولا، ومدى تمسكنا بديننا وغيرتنا على مقدساتنا ثانيا قال تعالى (إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} “محمد7”.

 وهنا السؤال هل نصرنا الله ؟!! لعلك أدركت الآن عزيزي القارئ سر التدني والانحطاط الذي لحق بالأمة في الآونة الأخيرة وجعل منها أمة بلا ثمن ! لا تُهاب ولا تحترم برغم امتلاكها لكل مقومات النصر والريادة ! لعلك الآن قد فهمت لماذا أصبحت صورتنا في العالم لا تساوي فلسا أعْورا، فضلا عن دمائنا التي باتت أرخص الدماء ! وأراضينا التي اغتصبت بلا ثمن ولا عزاء! وأعراضنا التي انتهكت في قلب العراء ! وكلمتنا التي ضاعت في خناجر الجبناء ! وكرامتنا التي امتهنت على أيدي الخونة والأغبياء ! وعزتنا التي فقدت بمواقف السفهاء. !

 لعلك الآن قد استوعبت لماذا أصبحت بلادنا حقلا للتجارب وأنهارا من الدماء ! كيف سننتصر وقد باعت الأمة دينها بدنياها ؟! وهل من المعقول لأمتنا أن تتقدم وهي تخجل من مبادئها وتأبى الالتزام بها وتحاربها في كل مكان ؟! بأي حق سينصرها الله ومدائنها تعج بحفلات العري والخلاعة ؟! وقنواتها تشكوا إلى الله ما تحمله من وقاحة وقذارة !!.

بالله عليكم هل يمكن لأمتنا أن تعلو وترفرف راياتها فوق الأمم وهناك من أفرادها من يدفع ملايين الدولارات مهرا لعاهرة أو غانية تشاطره وجبة غداء أو عشاء ؟! دون أن يخطر بباله ولو للحظة واحدة إنفاق هذا المال في مساعدة غزة الحزينة، أو اليمن التعيس، أو السودان الذبيح، أو الصومال الجريح، أو … أو …

 كيف لأمتنا أن تنتصر وهي تستقبل على أراضيها من أهان نبيها واعتدى على مقدساتها ونال من مبادئها وقيمها تحت مسمى الحرية الملطخة بالخيانة ؟!.

ومع كل هذا سننتصر ولكن عندما تعود نخوتنا العربية وغيرتنا العقائدية !! عندما نطرد من بلادنا من أساء لديننا وتطاول على الحضرة النبوية !!.

سننتصر عندما نمتنع عن بيع قضايانا لأعدائنا !! عندما نلتزم بكتاب ربنا ونحفّظه لأبنائنا ونربيهم على التمسك بسنة ولغة نبينا !! سننتصر عندما لا يكرّم السفهاء في بلادنا !! عندما لا يهان الإسلام أو يحارب في ديارنا !! وحتى يحدث ذلك أدعو الله أن يهدى أمة محمد حكاما ومحكومين والسلام عليكم.

مقالات ذات صلة

‫14 تعليقات

  1. 648051 797195Hi there, just became alert to your blog by way of Google, and located that it is truly informative. Im gonna watch out for brussels. Ill be grateful in case you continue this in future. A great deal of people will likely be benefited from your writing. Cheers! 226607

  2. Good ?V I should certainly pronounce, impressed with your web site. I had no trouble navigating through all the tabs and related info ended up being truly simple to do to access. I recently found what I hoped for before you know it in the least. Reasonably unusual. Is likely to appreciate it for those who add forums or something, web site theme . a tones way for your client to communicate. Excellent task..

زر الذهاب إلى الأعلى