حكاية “ماريا” المسجونة فى الكويت وتظهر فى أحلام بوتين
عبر الممثل الرسمي لسيدة الأعمال الروسية ماريا لازاريفا المدانة في الكويت، عن أمله بأن تتجاوب السلطات الكويتية مع طلب العفو عنها وتحل قضيتها بأسرع وقت نظرا لتدهور صحتها.
في حديث حصري لـRT اعتبر فلاديمير سيدوروف، وهو حقوقي ويشغل أيضا منصب مستشار رئيس غرفة التجارة والصناعة في موسكو، أن إدانة لازاريفا تمثل قضية إنسانية تلقي بظلالها على العلاقات الثنائية الواعدة جدا بين روسيا ودولة الكويت الصديقة.
وأكد سيدوروف أن قضية لازاريفا تحظى بأهمية كبيرة لدى روسيا بدليل أن موسكو منحتها الإيواء في سفارتها بالكويت، في أول قرار من نوعه منذ 25 عاما.
سيدوروف: هناك مجال للعمل المشترك مع واشنطن لحل قضية موكلتي
ورجح سيدوروف أن يكون وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قد ناقش خلال زيارته الأخيرة إلى الكويت مشكلة المتعاقدين الأمريكيين في قوات بلاده المتمركزة في ذلك البلد، والذين اعتقلوا هناك على خلفية “اتهامات مختلقة في كثير من الأحيان”.
وقال: “طبعا قضية ماريا لازاريفا تعتبر مسؤولية روسية بالدرجة الأولى كونها تحمل الجنسية الروسية، لكن ابنها ووالدتها يحملان الجنسية الأمريكية أيضا، مما يفسح المجال للعمل المشترك لبلدينا مع الكويت على أساس ثلاثي”.
سيدروف: وضع ماريا خطير والأمل معقود على قيادة الكويت
وتابع: “مما يزيد الوضع تعقيدا، حقيقة أن لازاريفا، التي أمضت قرابة 500 يوم في السجن في الكويت، تعاني من مرض خطير، وحالتها الصحية تتدهور”.
وعبر ممثل لازاريفا عن أمله في أن تتمكن سلطات الكويت، “البلد الذي يحظى تقليديا بدعم روسيا في كافة المحافل الدولية”، من النظر إيجابيا في طلبات العفو عنها، “والتي تم تأكيدها على أعلى المستويات”. وأضاف: “اليوم ليست تلك مهمة تخص النظام القضائي فقط، بل هي قضية سياسية ودبلوماسية، وحياة مواطنتنا على المحك في علاقاتنا”.
وقال:
أعتقد أن حكمة القيادة الكويتية وزعامتها الإنسانية المعترف بها عالميا كفيلة بحل هذه المشكلة في المستقبل القريب. نحن نحتاج إلى رؤية ماريا في موسكو، مع ابنها وأمها. إنها ليست عدوا للكويت. وقعت في موقف صعب بسبب الصراعات الداخلية، وقيادة الكويت هي المدعوة لحل هذه القضية.
الطبيب الروسي الشهير ألكسندر مياسنيكوف: ماريا لديها مشاكل صحية ولم تتلق لقاح كورونا بعد
من جهته، قال الطبيب الروسي ألكسندر مياسنيكوف، الذي يتابع حالة لازاريفا منذ بداية احتجازها، إنه اتصل بها اليوم الأحد هاتفيا وإن صحتها تزداد تدهورا يوما بعد يوم، إذ أن الأمراض التي كانت تعاني منها أصلا، ومنها فرط ضغط الدم ومشاكل في الغدة الدرقية وعملية الاستقلاب، والتهاب الجلد، اشتدت خلال فترة إقامتها الجبرية، وأضيفت إليها أيضا اضطرابات النوم.
وأضاف الطبيب أن..
حالتها النفسية سيئة للغاية أيضا، وإذا لم تتخذ إجراءات عاجلة لإخلاء سيبلها، فإن حياتها فعلا معرضة للخطر، لا سيما وأنها محرومة من إمكانية تلقي اللقاح المضاد لفيروس كورونا كونها لا تستطيع الخروج من مبنى السفارة.
خلفية القضية..
وكانت محكمة التمييز الكويتية قد قضت في يناير الماضي، بحبس رئيس مجلس إدارة شركة “رابطة الكويت والخليج للنقل (KGL)” سعيد دشتي ونائبته الروسية ماريا لازريفا 15 سنة مع الشغل والنفاذ في قضية اختلاس.
كما اتهمت لازاريفا في قضية ثانية باختلاس الأموال التي استثمرتها دائرة موانئ الكويت في “صندوق الموانئ” The Port Fund الاستثماري بقيادة KGL ، لكن حماية لازاريفا أكدت أن هذه الأموال لم تختلس بل تم تجميدها في حسابات بمصرف Noor Bank في دبي، بطلب من النيابة العامة الكويتية، وتم الإفراج عن هذه الأموال وإعادتها إلى المستثمرين بفوائد تصل إلى 200%.
ولازاريفا، التي طلبت من الرئيس فلاديمير بوتين التدخل في قضيتها وحمايتها، تقيم منذ نوفمبر 2019 في السفارة الروسية في الكويت، بعد أن وافق القضاء الكويتي على الإفراج عنها بكفالة 20 مليون دينار كويتي (أي أكثر من 65 مليون دولار).
وسبق أن دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الخارجية سيرغي لافروف ومسؤولون روس آخرون السلطات الكويتية لإجراء محاكمة عادلة في قضية ماريا لازاريفا.