صرخة زوج.. هذه الزوجة العذراء أم أولادي

وقفت الزوجة الحسناء أمام محكمة شمال القاهرة للأحوال الشخصية، وبعين مغرورقة بالدموع، وصوت ناعم يشوبه حزن عميق، قالت: فشل زوجي الذي يعمل طبيبا، وكان حديث التخرج في العثور على شقة الزوجية بعد عقد قراني، وليس في مقدوره أن يدفع آلاف الجنيهات للحصول على شقة، فهو من أسرة ريفية بسيطة ولايملك غير مرتبه، ويقيم مع أسرته بالقرية القريبة من القاهرة، ولم يكن بمقدوري أن أقيم معه في القرية حيث إنني أعمل طبيبة أيضا، وعجزنا عن إيجاد مسكن لقلة مواردنا، وهداه تفكيره إلى حل للخروج من هذه الأزمة، وحصل على عقد عمل بإحدى الدول العربية.

تتنفس الزوجة الحسناء الصعداء قائلة: وسافر بالفعل لكن غيبته طالت، ونسى أنه تركني في انتظار كلمة منه لأطير إليه، وسعيت حتى حصلت على عمل بنفس المستشفى الذي يعمل به بالدولة العربية، وسافرت وأنا أرتدي ثوب العرس الأبيض المزركش، وقلبي مفعم بالفرحة، ولكن بلا زفة، وطرت إليه بفرحة لكنه صدمني بصمته حيث وقف مكانه ولم يتحرك، وصدمني أيضا الذهول الذي ارتسم على وجهه، وما إن سألته عما ماذا به رد قائلا: بأنه فوجئ بحضوري، وأنه حتى وصولي إليه لم يتمكن من العثور على شقة، ويقيم في بيت الأطباء بالمستشفى كي يوفر إيجار الشقة حيث إيجار أي شقة يستنزف نصف مرتبه، صدمتني المفاجأة، وتحولت سعادتي ومشاعري في دقائق محدودة إلى نهاية وحزن دفين، وأثقلت رأسي بالتساؤلات؟ ماذا أفعل؟ هل أعود إلى أسرتي، بثوب زفافي، أم أبيت في الشارع، وفوجئت به يقول لي “انتي اللي وضعت نفسك في هذا الموقف”، ودار بيني وبينه نقاش حاد، وانتابني إحساس بالعجز، خاصة عندما عرضت عليه أن يقوم بتأجير ولو حتى غرفة، لكنه رفض، واصطحبني إلى أسرة أحد أصدقائه لأقيم معهم.

واستطردت قائلة: لا يمكن أن أصف شعوري في هذه الليلة بعد أن تحول حلمي إلى كابوس مزعج، ولكن أسرة صديقه تواسيني وتمسح دموعي التي بللت ثوب زفافي، ومرت الأيام ولم يحاول ولو مرة واحدة أن يسأل عني، وما أن علم بأنني قمت باستلام عملي بالمستشفى فوجئت به يطلب مني نصف مرتبي حتى يستطيع أن يستأجر الشقة، وددت أن تنشق الأرض، وتبتلعني، وصرخت في وجهه، وطلبت منه الانفصال، وبعدها لم أجد في نفسي القدرة على البقاء، وحملت حقائبي وعدت إلى بلدي.

وبصوت يشوبه حماس طالب محام الزوجة الحسناء بطلاقها، مستندا إلى هجره لها، وتهربه منها عندما سافرت إليه، وحكمت محكمة أول درجة بتطليق الزوجة الحسناء، والنفقة لها من تاريخ عقد القران، وإعلام الزوج بمحل عمله بالدولة العربية.

عاد الطبيب الزوج، ورأسه كادت أن تنفجر من هول ماسمع، وقام باستئناف حكم الطلاق، أمام محكمة دار القضاء العالي، متهما زوجته الحسناء بالغش، والكذب، والتدليس، وقال إن ما ذكرته أمام محكمة أول درجة ماهو إلا قصة من وحي خيالها المريض، فهل يمكن أن أتهرب منها، أو حتى لم أستطع إيجار غرفة وماذا سيعوقني، وليس عندي من دليل قاطع ينسف دعوتها وادعاءها غير هذا.

وتقدم الزوج بشهادة ميلاد طفلين، مقيدين باسمه، واسمها، وبصوت جهوري يقول أليس هذا أكبر دليل على كذبها، وافتراءاتها، وأنها لاتزال عذراء كما تدعي، ومن أين جاءت بهذين الطفلين.

ويكمل الزوج قائلا: وأكثر من ذلك لقد قمت بأرسال إنذارين بالطاعة أحدهما من الدولة العربية التي أعمل بها، والآخر من القاهرة، لكنها رفضت المثول لأحكام الطاعة، وقدم للمحكمة صورتين من الإنذار بالطاعة.

وجاء حكم محكمة الاستئناف بدار القضاء العالي، بإلغاء حكم الطلاق، والنفقة، وقالت في أسباب حكمها، إن محكمة أول درجة قد جانبها الصواب وهي تقضي للمستأنف ضدها بالطلاق للهجر، وقد أسست قضاءها على هجره لها، وعدم الإنفاق عليها، وأعرضت عن إنذار الطاعة الصادرين من زوجها، وقد امتنعت هي عن التنفيذ، وذلك سواء في الدولة العربية حيث كان يعمل، أو في القاهرة، وأن ماتدعيه الزوجة من إتمام عدم زفافها، مردود عليه بإنجابها طفلين، صادف يوم مولديهما تاريخ ادعاءها بهجره لها، والأوراق الرسمية قاطعة الدلالة على زيف أقوالها، والمتأمل لرواية الزوجة الحسناء، يستشعر بأنها من نسج خيالها، وادعاءها بأن الزوج هجرها ٤ سنوات عاشتها بعيدا عنه، ثم جاءت بطفلين منه، إنما لتحمل الدليل في طياتها على كذبها وافتراءها، ومن ثم لاتطمئن المحكمة إليها، ويتعين الحكم بإلغاء الطلاق، وإسقاط النفقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى