“العطاء” بين التقدير والمسؤولية

 

 

بقلم د : خالد السلامي

 

 

رسالة شكر… وحديث قلب عن التطوّع والمعنى
وصلتني قبل أيام رسالة كريمة حملت من الدفء ما يكفي لإشعال حماسٍ جديد في طريق العطاء. إنها رسالة فريق «شكرًا لعطائك» التطوعي، المؤرخة في 1/11/2025، والموجّهة إلى شخصي المتواضع، وقد ازدانت بكلمات تقدير لا أملك أمامها إلا الشكر والامتنان.

امتناني للفريق
أتقدم بخالص الشكر إلى فريق «شكرًا لعطائك» على لفتتهم النبيلة، وإلى سعادة الشيخ الدكتور سالم بن ركاض العامري،الرئيس افخري، وأخي العزيز الدكتور سيف الرحمن أمير، مؤسس ورئيس الفريق، لما يبذلوه من دعمٍ مستمر لمنظومة التطوّع داخل مجتمعنا. مثل هذه الرسائل ليست مجرّد كلمات؛ إنها إشارات ضوء تقول للمتطوعين: أنتم مرئيّون، وأنتم تصنعون الفرق.

ما بين التقدير والمسؤولية
أعترف—وبشيءٍ من التردد الجميل—أن كل عبارةٍ وصلتني أعادت ترتيب أولويّاتي. أشعرتني بأن التقدير لا يُختم بنقطة، بل يبدأ منها. حين يقال إن المشاركة في فعاليات الفريق كان لها أثرٌ بارز في تحقيق الأهداف وترسيخ قيم العطاء والعمل التطوعي، فإن الرسالة تحمل—ضمنيًا—تعهّدًا جديدًا: أن نواصل ما بدأناه بوعيٍ أعمق ومسؤوليةٍ أكبر. في رأيي، الامتنان الحقيقي ليس ردًّا على الجميل فحسب، بل تجديدًا للعهد بأن يظلّ العمل أصدق من القول.

رؤيتنا المشتركة… «متطوّع في كل بيت»
من أجمل ما لامس قلبي أنّ رسالة الفريق تؤكد رؤية نبيلة مختصرة في عبارةٍ تكفي لتكون شعار مرحلة: «متطوع في كل بيت». هذه ليست جملة إنشائية؛ إنها مشروع مجتمعٍ بكامله. بيتٌ واحد يُلهم بيتًا آخر، وحيٌّ يُوقظ حيًا مجاورًا، ثم تتحوّل العدوى الحميدة إلى ثقافةٍ عامة. لهذا سأظل أكرّر: إن التطوع لا يزدهر إلا حين يصبح عادةً يوميّة، مثل التحية الصباحية وكوب القهوة الأول.

أكتوبر… شهر الفعاليات والدروس
أكتوبر الذي مضى لم يكن مجرد تقويم مزدحم؛ كان مساحة تعلّمٍ حيّة. العمل التطوعي يُهذّب الانتباه للتفاصيل الصغيرة: ابتسامة تُكمل خدمة، دقيقة تُنقذ موعدًا، كلمة تُطفئ توتّرًا. والجميل أن الرسالة ربطت بين المشاركة الفعالة والأثر المجتمعي المباشر. هذا الربط، برأيي، يختصر الإجابة على السؤال الأزلي: «هل حقًا يصنع الفرد فرقًا؟» نعم، يصنع. وكل مبادرةٍ تعلّمنا كيف نضاعف هذا الأثر بتعاونٍ منظم ومسؤول.

معنى التكريم حين يكون العطاء تطوعًا
توقفت طويلًا عند العبارة التي ذُيّلت بها الرسالة: عندما يكون العطاء تطوعًا يصبح التكريم واجبًا. شعارٌ مكثّف، لكنه يضع الإصبع على المعنى: التكريم هنا ليس «مكافأة»، بل اعترافٌ يُشجّع الاستمرار ويعطي المجتمع معيارًا يقيس به ذاته. وفي ظنّي، حين نكرّم العمل التطوعي، فإننا نُكرّم فكرة «المواطن الفاعل» قبل أي شيء.

من الشكر إلى الالتزام
أكتب هذه السطور لأقول: شكرًا لكم. شكرًا لفريق «شكرًا لعطائك» الذي يُذكّرنا بأن الفكرة العظيمة تحتاج أحيانًا لورقةٍ واحدة تُعيد صوتها إلى الواجهة. وأتعهد، ما دمت قادرًا، أن أظل جنديًا في صفوف الخدمة المجتمعية، أتعلم كل يومٍ من رفقاء الدرب، وأشارك بما أستطيع في تحويل الرؤية إلى واقعٍ ملموس—بيتًا بيتًا، وفعلًا بعد فعل.

دعوة مفتوحة
إذا كنت تقرأ هذا المقال ووصلت إلى هذه السطور، فاسمح لي أن أطلب منك طلبًا بسيطًا: اجعل من التطوع عادةً شخصية، حتى ولو بساعةٍ في الأسبوع. ستُدهشك الفجوة الصغيرة التي يمكنك سدّها، والابتسامة التي يمكن أن تتركها خلفك دون ضجيج.
ختامًا، أتشرّف بالتقدير، وأرى فيه مسؤوليةً مضاعفة. أسأل الله التوفيق والسداد للجميع، وأن يجعل ما نقدّم خالصًا لوجهه الكريم، نافعًا للناس، مُضِيئًا للطريق.

 

المستشار الدكتور خالد السلامي ..عضو الامانه العامه للمركز العربي الأوربي لحقوق الإنسان والقانون الدولي وممثل عنه في دولة الإمارات العربية المتحدة المستشار الدكتور خالد السلامي حصل على “جائزة أفضل شخصيه تأثيرا في الوطن العربي ومجتمعية داعمه ” لعام 2024

حصل المستشار الدكتور خالد السلامي – سفير السلام والنوايا الحسنة وسفير التنمية ورئيس مجلس إدارة جمعية أهالي ذوي الإعاقة على جائزة الشخصيه المؤثره لعام 2023 فئة دعم أصحاب الهمم . وحاصل أيضًا! على افضل الشخصيات تأثيرا في الوطن العربي لعام 2023 ؛ ويعد” السلامي “عضو اتحاد الوطن العربي الدولي وعضو الامانه العامه للمركز العربي الأوربي لحقوق الإنسان والقانون الدولي .والممثل الرسمي للمركز في دولة الإمارات العربية المتحدة

كما حاصل على “جائزة أفضل شخصيه مجتمعية داعمه “وذلك لعام 2024 وعضو في المنظمه الامريكيه للعلوم والأبحاث. ويذكر أن ” المستشار خالد “هو رئيس مجلس ذوي الهمم والإعاقة الدولي في فرسان السلام وعضو مجلس التطوع الدولي وأفضل القادة الاجتماعيين في العالم لسنة 2021.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى