د. أمل عبد الرحمن تكتب: احذرني..

احذرني إن وجدتني أحبك بجنون، أجري عليك وأرتمي بين ذراعيك، أختبئ من وحشة العالم بين أضلاعك، أقاوم حزني داخل أحضانك.
احذرني إن وجدتني أُنسي أوجاعي عند سماع كلماتك الحنونة.
احذرني حين أتغاضى عن وقتي وأسـامرك فلا أحسب له حساب.
احذرني إن وجدتني طفلةً ترقص وتغني بين يديك، تبكي وتفرح وتهوى ابتسامتك.
احذرني إن وجدتني أعلّق اسمك على صدري وساماً، وأهوي وجودك، أرفعك فوق رجال العالم أجمع ولا أرى غير عيونك.
فاحذر.. ثم احذر.. احذر نفسك حين توسوس لك سرًّا أنني سأظل أضحى من أجلك، وأنني باقية إلى مالا نهاية.
وأنت واقفٌ دون حراك، أراك كالحجر. أُحبك وأنت كالصنم لا روح تحركك، كالصخر فى شدتة ؛ ولا من نبض فى قلبك ؛ أنت غير مبالٍ.بي
أتجمدُّ مكاني من برودة مشاعرك ؛ لا من دفء حبك تحميني، ولا من عذب كلماتك ترويني. فرأيت نفسي أهرب، منك أبتعد عنك ، أتوارى عن ناظرك. فحدثت أنت نفسك وطمأنتها : «ستأتي، ستعود لأحضاني.حتما ستعود .كما السابق ..» لكني توقفت. توقفت عن العطاء بلا مقابل ؛ توقفت حتى عن التنفس ؛
وبحثت فيما أعطيتك وفيما اعطتني فلم أجد حبًا كان لي. وجدتك بارد الحس، متبلد المشاعر. انسان بلا قلب ؛ بلا غد ؛ عاتبت نفسي: هل هذا الذي كان ينبض قلبي لاسمه؟ هو لا يستحقني. هو لا يشبهني ؛ هو لا يعرف معنى الحب؛ يرى نفسه في عيوني فقط، يشاهد قوته في ضعفي، يبحث عن رجولته الواهية في أنوثتي. يختبأ في من خيبات الزمن فيّ ؛ يتقمص معي دور الرجولة ؛ إنه من أشباه الرجال — ضعيف لا يعرف القوة إلا معي.كرهيه لا يعرف التجمل الا فى قربي .
قديما كنت اعانى حينما ابتعد واليوم إن تركته، فلن أعاني أنا، بل هو من سيعاني: يعاني وحدته من دوني، يعاني ألم فقدي، يعاني حقيقة نفسه.
سأنتقم لنفسي نعم سانتقم من غلظة مشاعره. انتقامي أن يبقى مع نفسه.فالمكوث معها اقوى من اى انتقام …
أما أنا — سأكافئ بصيرتي: أخيط جرح حبي المفتوح، أُطهره، وأغلِقه حتى لا ينزف إلى الأبد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى