٦ مجالس للإصغاء… والطالب محور الحوار في كليات التقنية العليا

بقلم : سحر الزارعي
في كليات التقنية العليا، لا تُصنع القرارات في المكاتب المغلقة، بل في المساحات التي يُسمع فيها صوت الطالب، وتُطرح فيها الأسئلة التي تمسّ واقعه وطموحه.
وفي مجالس المتعاملين التي عُقدت هذا الشهر، كان الحوار حول اختيار التخصصات الدراسية مساحة حقيقية للإصغاء، تلتقي فيها التجارب، وتتقاطع فيها الرؤى بين الطلبة وأعضاء الهيئة الأكاديمية والإدارية.
خلال هذه اللقاءات، استمعتُ إلى أصوات الطلبة بصدق، إلى حيرتهم الجميلة بين الميول والطموحات، وإلى تساؤلاتهم حول ما يناسبهم من تخصصات تمهّد لمستقبلهم المهني.
كانت الجلسات مليئة بالتفكير بصوتٍ عالٍ، حيث عبّر كل طالب عن تطلعاته وما يبحث عنه في تعليمه، بينما كان الحوار يتشكّل من واقع تجاربهم، لا من افتراضات مسبقة.
ما بين النقاشات والأسئلة، كان هناك اتفاق غير معلن: أن اختيار التخصص ليس قرارًا أكاديميًا فقط، بل قرار حياة.
ومن هنا، أصبح دور الكلية أن تُنصت وتفهم وتوجّه، لتساعد الطالب على أن يرى الطريق الذي يشبهه، ويمضي فيه بثقة ووعي.
لقد أثبتت مجالس المتعاملين في كليات التقنية العليا أن الإصغاء للطالب هو الخطوة الأولى في كل تطوير، وأن صوتهم هو البوصلة التي تهدي التجربة التعليمية نحو مزيد من الاتساع والنضج. فكل فكرة نابعة من الميدان، وكل اقتراح من طالب أو طالبة، هو بذرة تحسين تمتدّ أثرًا في بيئة التعليم كلها.
الرحلة لم تكتمل بعد…
فكل مجلس يفتح أفقًا جديدًا للحوار، وكل لقاء يضيف تجربة أعمق في فهم الطالب وطموحه. وموعدنا معكم الشهر القادم، لنواصل الإصغاء… لأن صوت الطالب سيبقى دائمًا البداية.



