شباب مصر… نبض الوطن وصُنّاع الغد

✍️ بقلم: د. غادة محفوظ
أناجيكم… وأحييكم… وأشد على أياديكم، يا من تحملون في قلوبكم نبض الوطن، وفي عقولكم حلم الغد. جئت اليوم لا لأحدثكم عن الماضي فقط، بل عن الحاضر الذي أنتم أبطاله، وعن المستقبل الذي أنتم صُنّاعه.
شباب مصر… يا من في وجوهكم أرى ملامح الأمل، وفي عيونكم أقرأ فصول الغد، أنتم النبض الذي يحيا به الوطن، وأنتم السور الذي يحميه، والسيف الذي يدافع عنه. في يومكم العالمي، أقف أمامكم لأذكركم أنكم امتداد لتاريخ عظيم، كتبه الأجداد بعرقهم ودمائهم، وجاء دوركم لتكملوا المسيرة بالعقل والفكر والعمل.
نحن نعيش زمنًا تتعدد فيه المعارك؛ منها ما يدوّي في السماء، ومنها ما يتسلل في صمت إلى العقول والقلوب. حروبٌ جديدة، لا تحتاج لجيوش على الأرض بقدر ما تحتاج إلى وعي يحرس الهوية، وإيمان لا تهزه رياح الانفتاح المسموم. عالم مفتوح يلمع ببريق الفرص، لكنه يخفي بين طياته فخاخًا لا ينجو منها إلا الواعون.
أهمس لكم بصدق: تمسكوا بجذوركم مهما لامست أيديكم أبواب العالم، فالوطن بلا شباب واعٍ كالسفينة بلا مجداف. اجعلوا العلم زادكم، والفكر الناقد درعكم، والقيم النبيلة منارتكم. لا تسمحوا لأحد أن يختار عنكم أحلامكم، ولا أن يزرع فيكم ما يهدم انتماءكم.
وأحذركم… من يظن أن هذه المعركة لا تعنيه، سيصحو يومًا ليجد نفسه خاسرًا قبل أن تبدأ المواجهة. ومن يفرّط في وعيه، يخسر نفسه قبل أن يخسر وطنه.
شباب مصر… أنتم الحاضر الذي نعيشه، والمستقبل الذي نحلم به. فاكتبوا تاريخكم بأيديكم، لتقرأه الأجيال القادمة بفخر، وتقول: هنا مرّ شباب لم يعرفوا المستحيل.
وتذكّروا دائمًا… أنتم لستم أبناء اليوم فقط، أنتم حماة الأمس، وبناة الغد، وصوت مصر الذي لن يخفت أبدًا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى