ثورتان مصريتان بطعم الهوية الوطنية هدفهم الجمهورية الجديدة ٢٠٣٠

بقلم لواء اح دكتور/اشرف مظهر
مساعد رئيس حزب الإصلاح والنهضة للدفاع والأمن القومي
حين نطالع التاريخ الحديث لمصر، نجد أن ثورة 23 يوليو 1952 وثورة 30 يونيو 2013 شكلتا محطتين فارقتين في مسار الدولة، وأكدتا أن شعب مصر لا يُقهر، يتحمل الأزمات ويضحي في سبيل الله والوطن، حاملاً راية يتوسطها نسر العزة والكرامة.
وقد جاءت ثورة 23 يوليو بقيادة الضباط الأحرار وعلى رأسهم الرئيس الراحل/جمال عبد الناصر لإسقاط الملكية وإنهاء الاستعمار، وتأسيس جمهورية تحقق العدالة الاجتماعية والاستقلال.
كانت ثورة يوليو تتويجًا لنضال شعبي طويل، وهدفت إلى القضاء على الإقطاع، وتحقيق العدالة الاجتماعية، وتأسيس جيش وطني قوي، وبناء اقتصاد مستقل، ومن أبرز إنجازاتها:
• تأميم قناة السويس
• توقيع اتفاقية الجلاء
• مجانية التعليم وتطوير البحث العلمي
• تمكين الطبقة العاملة والحد من الفوارق الطبقية
• إصدار قانون الإصلاح الزراعي
هذه الإنجازات ألهمت الشعوب العربية، ورسّخت مصر كرمز للتحرر.
ومن بعدها، واصلت الدولة المصرية مسيرتها، وخاضت معارك التحرير بقيادة الرئيس الشهيد الراحل انور السادات رجل الحرب والسلام ، حتى استعاد الجيش المصري أرض سيناء ورفع العلم شامخًا على أرض الفيروز. ظل علم مصر رمز الشرف والكرامة، يرفرف في سماء العزة.
ثم جاءت ثورة 30 يونيو 2013، حين رفض الشعب المصري محاولات طمس الهوية الوطنية من قبل جماعة الإخوان، وخرج بالملايين ضد هذا الفكر المتطرف الدخيل على الدولة.
وقد استجابت القوات المسلحة لنداء الشعب، وأنقذت الدولة من نفق مظلم لا يُعرف منتهاه، في مشهد يعيد للأذهان موقف الجيش في ثورة يوليو.
ولذلك، رغم اختلاف السياقات، فإن الثورتين التقتا في هدف واحد: الكرامة، والحرية، والاستقلال الوطني. وأثبت الجيش المصري أنه درع الشعب، لا طرفًا سياسيًا، بل حاميًا للهوية والدولة.
إن ثورة 30 يونيو لم تكن حدثًا معزولًا، بل كانت امتدادًا لروح ثورة يوليو. كلاهما عبّر عن إرادة شعبٍ واعٍ، متحد خلف قيادة حكيمة، هدفه بناء وطن يقوم على العدالة والمواطنة والأمان، مهما بلغت التحديات.
لقد أثبت الشعب المصري من خلال ثورتي 23 يوليو و30 يونيو أنه شعب صاحب قرار لا يقبل الوصاية، دائمًا على قلب رجل واحد خلف قيادته، يتحرك حين تُهدد هويته، ويصمد حين تشتد الأزمات. لقد كانت ثورة يوليو ميلادًا للجمهورية الأولى، وكانت ثورة يونيو استكمالًا للمسار، نحو هدف استراتيجي تنموي أكبر يتمثل في بناء “الجمهورية الجديدة 2030”.
وقد جاء هذا المشروع الطموح بتخطيط دقيق وتنفيذ محكم، رغم ما تواجهه مصر من تحديات وتهديدات معاصرة على المستويات المحلية والإقليمية والدولية. لكن السفينة تمضي بثبات، بقيادة قبطانها الرئيس عبد الفتاح السيسي، وبعزيمة شعب عظيم واعٍ، يدرك أن له درعًا وسيفًا. فمصر دولة سلام، لكنها تُرسل رسالة واضحة لكل من يفكر في عرقلتها: هنا خير أجناد الأرض، وشعب هو سر القوة، وهدف لا رجعة عنه.
تحيا مصر… عزيزة قوية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى