حماس أمام لحظة الحقيقة: شعب غزة يدفع الثمن وصبر العالم ينفد

يارا المصري
باتت الحقيقة جلية في الأيام الأخيرة،: حماس لم تعد تسيطر فعليًا على مجريات الأمور، بل تتهرب من مواجهتها.
ففي خضم جولات متعددة من المفاوضات، ومبادرات الوسطاء، وعروض متكررة، تواصل حماس كسب الوقت – لا لأنها تملك خطة، بل لأنها لا تملك بديلًا.
صبر المجتمع الدولي، وخصوصًا الولايات المتحدة وإسرائيل، بات على وشك النفاد.
تبعث واشنطن برسائل واضحة إلى قيادة حماس عبر جميع القنوات الممكنة: هذه هي الفرصة الأخيرة.
العالم لن يستمر في دعم مفاوضات مع جهة تدّعي أنها طرف مسؤول بينما تحتجز شعبها رهينة للدمار.
الحرب، خلافًا لما تحاول حماس تصويره، لن تنتهي بمجرد إبرام صفقة.
صحيح أن إطلاق سراح الرهائن أمر بالغ الأهمية، لكنه لا يعني نهاية القتال.
القيادة السياسية والعسكرية في إسرائيل عازمة على مواصلة العمليات الميدانية داخل القطاع حتى بعد أي اتفاق – وهذه الرسالة مفهومة تمامًا في القاهرة والدوحة وإسطنبول.
إصرار حماس على المماطلة أو فرض شروط غير منطقية يكشف حقيقة واحدة:
القيادة في غزة تخشى من “اليوم التالي”.
تدرك أن كل نهاية لمرحلة قتالية هي بداية انهيار استراتيجي – ليس فقط عسكريًا، بل سياسيًا وأخلاقيًا وشعبيًا.
الشعب في غزة منهك – وحماس تماطل
في الوقت الذي تختبئ فيه قيادات حماس في الأنفاق أو خارج القطاع، يبقى الشعب الفلسطيني هو من يدفع الثمن الحقيقي.
مئات الآلاف من المدنيين دون مأوى، يعانون من الجوع، ومن انعدام الخدمات الأساسية، ومن غياب الأمل أو الأفق.
الشعب في غزة تعب من الحرب.
لم يعد يرى في ما يحدث “مقاومة” بل عنادًا مدمرًا.
حماس لا تعمل على إنهاء القتال، بل تسعى إلى إطالة أمده.
كل مقترح للتسوية يُرفض، وكل فرصة لتخفيف المعاناة تُجهض، وكل تحرك دبلوماسي يُقابل بتصلب وتعنّت باسم “الثبات”.
لكن الواقع يفرض نفسه: ما تقوم به حماس لم يعد مقاومة، بل إدارة كارثية تستنزف ما تبقى من حياة الشعب.
ما على المحك يتجاوز حدود غزة
الأزمة الحالية لا تقتصر على قطاع غزة.
تدرك إسرائيل أن نموذج حماس يجب أن يزول، ليس فقط من أجل إنهاء خطر أمني، بل من أجل استقرار المنطقة.
أما واشنطن، فرغم الضغوط الداخلية، لا تزال متمسكة بموقف واضح: لا مستقبل لغزة بوجود حماس كجهة حاكمة.
من هنا، لم تعد المبادرات المطروحة مجرد “صفقات”، بل اختبارات نوايا.
هل تريد حماس إنقاذ شعبها، أم تفضّل التضحية به من أجل بقائها السياسي؟
نهاية الصبر… وبداية الحسم
إذا استمرت حماس في رفض المبادرات، فإنها ستواجه حسمًا عسكريًا أوسع وأقسى.
هذا ليس تهديدًا، بل مسار ميداني آخذ في التشكل.
حتى في داخل غزة، يدرك كثيرون أن القيادة الحالية لم تعد تدير الأزمة – بل تؤجل الانفجار.
ويبقى السؤال الأهم:
هل سيستمر الشعب في دفع الثمن بصمت؟
أم سيأخذ زمام مصيره بيده؟
ما لم يتحرك أبناء القطاع من الداخل، فإن الحرب لن تتوقف.
وأي صفقة لا تُرافقها صحوة داخلية – لن تكون سوى استراحة قصيرة قبل الكارثة التالية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى