الاعلامية رانا على تكتب: الرحمة جوهر الوجود

 

الإنسانية ليست مجرد كلمة تُقال أو شعار يُرفع، بل هي سلوك وممارسة يومية تعكس جوهر الإنسان الحقيقي. وُلدنا جميعًا وفي قلوبنا بذرة الرحمة، هذه البذرة التي تنمو معنا كلما كبرنا وتعلمنا كيف نعامل الآخرين بها، سواء كانوا بشرًا أو حيوانات أو حتى الطبيعة من حولنا.

الرحمة لا تميز بين غني وفقير، ولا بين قوي وضعيف، ولا تعرف حدودًا من العرق أو الدين أو المنصب. إنها قانون لا يُكتب في الدساتير، لكنه محفور في أعماق القلوب النقية. فحين يتولى الإنسان منصبًا أو سلطة، يكون أمامه خياران: إما أن يمارس الإنسانية والرحمة في قراراته، فيكسب احترام الجميع، أو أن يتخلى عن إنسانيته معتقدًا أن القسوة هي القوة، فيصبح مجرد ظل لإنسان، بلا روح ولا قيمة.

الرحمة قوة وليست ضعفًا
هناك من يظنون أن التنازل عن الرحمة يجعلهم أقوياء، لكن في الحقيقة، الرحمة هي أعظم أشكال القوة. الإنسان القادر على العفو والتسامح، على مد يد العون، على أن يكون سببًا في سعادة غيره، هو الإنسان الأقوى. القوة الحقيقية لا تُقاس بالبطش والسيطرة، بل بقدرتنا على احتواء الآخرين بمشاعرنا الصادقة.
الإنسانية أسلوب حياة

مثلما نتعلم القيادة أو أي مهارة أخرى، فإن الإنسانية ممارسة تحتاج إلى تدريب مستمر. يجب أن نعود أنفسنا على فعل الخير، على الاحترام، على التفهم والتعاطف مع الآخرين. فالإنسانية ليست مجرد رد فعل، بل أسلوب حياة نعيشه ونعلمه لمن حولنا.

أثر الرحمة في المجتمع
حين يكون القائد رحيمًا، يصبح محبوبًا ويحترمه الجميع. عندما يكون المعلم رحيمًا، ينشأ جيل مليء بالمحبة والتقدير. عندما يكون الطبيب رحيمًا، يخفف آلام المرضى قبل أن يصف لهم العلاج. الرحمة تترك أثرًا في القلوب لا يُمحى، وتصنع ذكرى جميلة تظل خالدة في نفوس الناس.

في النهاية، الإنسان الحقيقي هو الذي يحمل الرحمة في قلبه ويمارسها في حياته. فإما أن تكون إنسانًا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، أو تكون مجرد كيان بلا روح. العالم بحاجة إلى المزيد من الإنسانية، إلى المزيد من الرحمة، إلى المزيد من القلوب التي تنبض حبًا وعطاءً. فكن أنت ذلك الإنسان الذي يجعل الحياة أكثر جمالًا ورحمة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى