روان العدوان تكتب: الفن التشكيلي والذائقة الجماليه

 

 

في مشهد الفن التشكيلي ، تنوعت الاعمال الفنية ، منها ما هو ، واقعي ، رمزي ، انطباعي ، او تجريدي ، تعبيري , فنون رقمية وغيرها ، المدارس والاساليب مختلفة .وذلك لعرض اعمال فنية لربما يرغب باقتنائها جمهور الفن التشكيلي ، لكن السؤال ، ما الذي يجذب المشاهد نحو العمل الفني ؟

في اللوحة التشكيلية ، تمتزج الالوان والاشكال ، لتخلق لنا، تجارب بصرية برؤى مختلفة ، وترى المشاهد ، يتفاعل مع لوحة معينة ، دون غيرها ، حيث ان هناك عوامل تلعب دورا مهما في استقطاب الجمهور ومنها الالوان .

ان الألوان من العناصر الأساسية التي تجذب المشاهد. فالألوان الزاهية والمشرقة قد تثير مشاعر الفرح والحيوية، ويرغب بها المقتني ، حسب حالته النفسية ، بينما الألوان الداكنة قد تثير مشاعر الحزن أو الغموض وقد ويرغب بها مقتني اخر ايضا ، من الناحية التطبيقية فان استخدام الألوان بشكل متناغم أو متباين،تعدد الاتجاهات والمنظور ، يمكن أن يخلق تأثيرات بصرية ،لها وقعها على المتفرج ، مما يجعل اللوحة أكثر جاذبية، ولكن بالرغم من اهمية هذه العناصر، يبقى الامر نسبيا، يعتمد على ذائقة المتفرج .

ان تكوين اللوحة ، أحد العناصر الفنية المهمة، فطريقة توزيع العناصر داخلها، سواء كانت خطوط ،اشكال،رموز ا او أشخاصًا، تؤثر بشكل كبير على كيفية رؤية المشاهد للعمل الفني. فتكوين اللوحة القوي ، يوجه نظر المشاهد إلى النقاط المهمة ، بينا يعزز من تفاعل المشاهد مع موضوع اللوحه، ان موضوع العمل الفني، يشكل عامل مهم في استقطاب المقتني ، قد يثير عنوان او موضوع العمل ، مشاعر إنسانية معينه كان تروي قصة ، أو تعكس ثقافة معينة. عندما يتعرف المشاهد على الموضوع أو يشعر بأنه مرتبط به، فإنه يصبح أكثر انجذابًا للوحة، كما ان الموضوع وسرده ،قد يجذب المتلقي ، من الممكن ان يعجب المقتني ،بفكرة اللوحه او بالرسالة التي يود الفنان ايصالها للجمهور .


ان الأسلوب الذي ينتهجه الفنان ، له قيمة مهمه ، حيث ان طبيعة الانسان تمل من التكرار ، وتميل الى الاشياء الجديدة المبتكره ، لذا فالاسلوب المبتكر ،يثير فضول المشاهد، ومقتني الاعمال الفنية ايضا .
ان المام الفنان بتاريخ الفن ، واطلاعه على المعارض الفنية المختلفة ، يزيد من غناء اللوحة ، مما يوثر ذلك على المشاهد ، حسب ثقافته ، ويعتمد ايضا ذلك ، على كيفية تذوق الجمهور لعملية الفن التشكيلي ، والطريقة التي تعلم فيها الفن ،وما هي عوامل تذوقه للوحه ، هل هو متطلع وملم ومتابع لعملية الفن التشكيلي ؟
الاعمال الفنية المعبرة ، التي تثير موقف ما ، او ذكرى لمكان ، لها وقع على نفس المشاهد ، لربما لروح الفكاهة في عمل ما ، تدفع المتلقي لشراءه او الاعجاب به ، حيث اننا في ظل زخم الحياة التي نعيشها ، نرغب بعمل فني يدهشنا.
عوامل نفسية واجتماعية ، تقنية واستخدام مهارة معينة وعوامل اقتصادية ، قد تستقطب الجمهور وتؤثر على رؤيتهم الفنية .


في مرات عديدة ، يسال المتفرج عن الوقت الذي انجزت فيه لوحة ما ، وكأنما يقول في داخله ، كلما زادت عدد الساعات ، زاد مستوى نجاح اللوحه ، والحقيقه ان عدد ساعات العمل لايحدد عملية نجاح اللوحة ، فعدد الساعات يعتمد على موضوع وفكرة العمل ،التقنية المستخدمة وخبرة الفنان ، ممكن ان تاخذ اللوحة ساعات طويلة من العمل ، ولكن ليس من الضروري ان يكون ناجحا .
ان عوامل جذب المشاهد للاعمال الفنية ، تختلف من شخص لاخر ، فكل، له ذائقته الخاصة ، ممكن ان يرى المتلقى ان اعمال فنان معين ما هي الا خرابيش ، ويمكن ان يراها اخر فكرة جديدة متميزة ، اذا فهم رسالتها ، فتقييم الاعمال من قبل المشاهد ، يعتمد على عوامل عدة ، منها مدى ثقافته في تذوق الاعمال الفنية ، هل هو على المام بالاساليب الفنية المختلفة ، هل تعلم الفن التشكيلي في المدارس ؟، كما ان تذوق الجمال ، يختلف من بيئة الى اخرى ، فالجمال في منطقة او بيئة معينة ،تختلف عن الاخرى ، كذلك العامل الاقتصادي ، له تأثير قوي ، بل ويعتبر من اقوى العناصر لاقتناء الأعمال الفنية وتذوقها.


من القدرة الشرائية إلى سوق الفن والدعم الحكومي، تتداخل العديد من العوامل الاقتصادية لتشكل كيفية تفاعل الأفراد مع الفن. ان الدول المنتجة والمصنعة،شعوبها تقيم الفن ، وتسعى لاقتناء الاعمال الفنية التي تحفز على الابتكار والابداع، كما يعتبر اقتناء اعمال فنية لفنانين واعدين ، كنوع من الاستثمار ، لذا يلجا بعض رجال الاعمال ، لشراء اعمال فنية ،للاستثمار فيها ، وخاصة اعمال الفن الحديث ، كمارك شاغال ، بيكاسو وغيرهم من الفنانين وحاليا لاعمال فنانين معاصرين، اثبتو وجودهم وتميزوا في عالم الفن.
سؤال يتردد في ذهن الكثير ،من الذي يرفع سعر بعض اعمال الفنانين ، لدى صالات العرض المختلفه ؟ المزادات ،اصحاب القوى الاقتصادية ، يدعمون فنانيهم ، كذلك الحكومات ،فهم غالبا ما يلجاون الى شراء اعمال لفنانين سواء لفنانين واعدين او من الرواد لدعم فنانيهم المتميزين ولاغناء الحركة التشكيلية واستقطاب الجمهور المحلي والدولي، حيث ان اعمال فنان متميز ، يمكن ان تستقطب مقتنين من دول اخرى ،مما يغني السياحة الثقافية والفنية لبلد ما ،ان دعم فنانينا ومثقفينا المتميزين يدل على مدى تحضر الدول التي تدعمهم وبعد بصيرتها ، مما يوثر على السياحه الفنية والثقافية ، حيث ان بعض المقتنيين ، يسافرون من مكان الى اخر ، رغبة لهم في اكتشاف واقتناء اعمال فنية متميزة ، مما ينعكس ذلك على الاقتصاد المحلي .


تنوعت عناصر الجمال في اللوحة ، لكن المقتني يرغب بعمل يحاكي روحه ، العمل الفني تحبه من الوهلة الاولى او تبتعد عنه، ، عوامل نفسية وتجارب انسانية مختلفة وعوامل مادية ،كلها اجتمعت لتساهم في تشكيل ذائقتنا الجماليه ،هويتنا اهتماماتنا ونظرتنا للحياة .
هنا في جنيف ، ينتظر الزوار ومقتني الاعمال الفنية بفارغ الصبر ، معرض جنيف الدولي للفنون ، والذي سيفتتح في الثلاثين من هذا الشهر ،حيث سيستمر حتى التاني من شهر شباط ،يؤمه الحضور من كافة انحاء سويسرا وخارجها ، ويصطف الزوار في طوابير للاطلاع على الاعمال الفنية ،وتباع التذاكر بالاف ، في هذه السنة ، سيعطي هذا المعرض الفرصة للزوار لاكتشاف اعمال فنية جديده مختاره بعناية والتي تعكس الطبيعة الديناميكية لمشهد الفن المعاصر. ، هذا المعرض هو ليس فقط سوق للفن وانما هو ملتقى للفنانين وجامعي الأعمال الفنية وعشاق الفن ، حيث يلعب هذا المعرض دورا حيويا في النسيج الثقافي لكل من سويسرا والعالم ، ياتي مقتنو الاعمال الفنية ، سواء هاويين او محترفين ، لزيارة هذا المعرض ، حيث ان ارت جنيف يقدم اعمال فنيةحديثه ومعاصرة منتقاة ،تشارك اكثر من ثمانين صالة عرض في هذا المعرض الدولي العالمي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى