خطاب مفتوح الي السادة المسئولين عن قرارات تجديد التعليم في مصر .

بقلم : نهلة سليم

خطاب مفتوح الي السادة المسئولين عن قرارات تجديد التعليم في مصر .

تحية – طيبة وبعد

الموضوع : عودة نظام “البكالوريا القديم “ليس هو حل مشكلة التعليم المتفاقمة

لا يستطيع أحد أن ينكر نظام التعليم في مصر في عصر الملكية حتي بداية تأسيس الجمهورية ، والذي كان نموذجاً فريداً في نهجه وفي تخطيطه السليم مما جعل اجيالاً تتخرج وصفوا بأنهم أجيالاً متعلمة فقد استفادوا الكثير من الدراسة والتدريب التي خضعوا لها علي يد اساتذة اجانب ومصريين حتي ، اصبحوا رواد في شتي العلوم، والأدب ، والسياسة وهذا النموذج كان قدوة فريدة ينهل منه كل العالم ومنه علي سبيل المثال لا الحصر ، اليابان التي نقلت التجربة التعليمية المصرية إليها .
لكن للأسف مع اهمال الدولة لهذا الأساس المنيع للجهل وهو التربية والتعليم والتعليم العالي كان نتاجه ، هو تخريج دفعات تحمل شهادات لكنها شهادات فارغة لا تمت لصفة العلم بشيء خاصة في الربع الاخير من من القرن الماضي اي بعد فترة الثمانينات التي اصبح قطاع التعليم والتربية منهارًا كانهيار برجا التجارة العالميين في نييورك . ويرجع سبب هذا الانهيار التعليمي الخطير التي ظلت حطامه متواجدة علي الأرض ولم يفكر احد في انتشال الركام اي تنظيف المنظومة بل تركوا هذا الركام يتفاقم وما نتج عنه من ضحايا “الخريجين “تركوه عقود يخرج لنا جيلاً بعد جيل من ناقصين التربية والتعليم فبدلاً ما يبدأوا بنائه من جديد فعلوا العكس فكانوا يبنون علي هذا الركام مما جعل المشكلة تتفاقم وتتعقد وتنهار انهيارا أدي ، الي تخريج اجيالا ليست خريجة مدارس بل خريجة سناتر وهم وحوش ومافيا الدروس الخصوصية وللأسف كان هم كل اب وأم ، ان يتخرج ابنهم او ابنتهم وتحمل شهادة الثانوية العامة لتدخل الجامعة وتتخرج منها وهي تحمل شهادة الحفظ والجهل .

نعم فكل ما تعلموه من المدرسين الخصوصيين هو كيف تحفظ وتدلي بما حفظته في ورقة الاجابة ثم تنتظر النجاح والتفوق وتدخل اعظم الكليات لتصبح طبيبا فاشلا او مهندساً جاهلاً يبني الصروح والكباري دون علم ودون تأسيس كي تنهار علي ادمغة من تحتها
والغريب ان وزارة التربية والتعليم لم يكن في مفهومها ان التعليم ليس فقط معلومات اعطيها للطالب فقط لانه بذلك يستطيع الاستغناء عن المدرسة والذهاب اليها وهذا ما حصل بالفعل فأخذ الطالب يشتري تلك المعلومات من سناتر الدروس الخصوصية واستغني عن حضوره الي المدرسة التي تغلق أبوابها في الشهر الاول من العام الميلادي الجديد للشهادات ولم تجد بها مدرسا واحدا يذهب بل يذهب هو الاخر اما للمشاركة في اعطاء الدروس الخصوصية او يعمل في شغل آخر ولان النظام التعليمي لا يعاقب الطالب الذي في الشهادة بل انك يسمح له أن يذاك في البيت وتأتي علي موعد الامتحانات
ولم تدرك وزارة التربية والتعليم أن التعليم
١- هو تعليم السلوك والأدب
٢- ال تعليم هو تعليم الشباب الفن وابداعه مثل مسارح المدارس والمسرحيات التي كانوا يتبادلون بها بين المدارس والجامعات وبعضها في أنحاء الجمهورية
٣- تعليم القوة البدنية وذلك بالرياضة وانواعها المختلفة والدروس التي كانت تعطي قبل التمرين حتي يفهم الطالب او التلميذ ان العقل السليم في الجسم السليم
٤- تعليم التدبير المنزلي وكانت البنات والاولاد يتعلموا فنون الطهي والحياكة والتنظيم وكيف يدبروا المنزل من الناحية الاقتصادية
٥- تعليم وتنمية فن الموسيقي وحصصها التي كنا ننتظرها والتي تهذب النفس لرفعة رقيها وهذا النوع من التعليم كم اكتشف مواهب قدمت بعد ذلك للإذاعة والتليفزيون واصبحوا كبار الموسيقيين .

واليوم بعد كل هذا الصبر وانتظار الأمل في اصلاح تلك المنظومة وبنائها ليس علي ركام الماضي ، اعلم بخبر ان وزارة التربية تريد اعادة نظام البكالوريا القديم ليكون امتدادا لمنظومة الخراب مضاف اليها سنتين اخريين ! هل هذا هو الاصلاح التعليمي يا اصحاب العقول المستنيرة ؟
برجاء التخطيط السليم واعادة منظومة التعليم الكاملة التي تعلم كل شيء للطالب وعودة المدرسين لمدارسهم ومعاقبة الطالب الذي لم. يحضر الي المدرسة حتي اخر يوم في العام الدراسي

اطالب ايضاً اعادة تخصيص مدارس للبنات التي كانت قديماً مثل مدارس التربية النسائية التي كانت من ارقي المدارس حيث كانت تعد الطالبة اعدادا طيب الاعراقي لأن المرأة نصف المجتمع واذا لم تعد اعداداً شاملا في كل مستلزمات حياتها سوف تكون امرأة ناقصة لا تجيد سوي دراسة نظرية تدخل بها الامتحان كي تنجح ثم تنسي تلك المعلومات النظرية بعد فترة وجيزة وبذلك يكون ضاع عليها تعليم اشياء كثيرة كانت لابد وان تتعلمها ومن ضمن هذه العلوم التي كانت تدرس للبنات في مدرسة التربية النسائية :
١- الخياطة
٢-التمريض
٣- الاسعافات الاوليه
٤- اعداد البنت للزواج وكيفية تربية ابنائها
٥- مادة الاتيكيت واصول الحديث والصوت المنخفض وكيف يلبسن وكيف يختاروا اصدقائهن
٦- التدبير المنزلي الكامل ودراسة اقتصاده هذا بالاضافة اللي دراسة اللغات والمواد الهامة التي تفيدهن .
قال شاعر النيل عند زيارته لمدرسة البنات ببورسعيد في القرن الماضي
المرأة نصف المجتمع فلابد من اعطاء نصف المجتمع هذا كل الرعاية والاهتمام حتي يصلح المجتمع أجمع

قال شاعر النيل حافظ ابرهيم
” الأم مدرسة إذا اعددتها اعددت شعباً طيب الأعراق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى