الموضة في القاهرة قبل باريس..بقلم: عادل سيف

عادل سيف

“احنا في زمن المسخ” مقولة عادل امام في فيلم عمارة يعقوبيان في وصفه لما وصل اليه حال القاهرة والتي حظيت بالشهرة لدى من شاهدوا الفيلم وأصبح يرددها الناس ليعربوا عن اسفهم لحال وسط البلد، ولم يلتفت من شاهد الفيلم لمقولته “الموضة كانت تنزل هنا قبل باريس” مع انها تماثل المقولة الأولى في مفهومها في وصفها لجانب كانت عليه القاهرة وكبرى المدن في محافظات مصر.

حقيقة لم تكن الموضة تصل القاهرة قبل باريس فقط بل كانت الموضة تنحني في جانب منها لإرضاء الذوق فيها والطبيعة الشرقية للبلد، وهذا ما تؤكده أغلفة ومقالات مجلة الموضة الفرنسية “le Chic Oriental” او “الاناقة الشرقية” والتي كانت تصدر في العشرينيات من القرن العشرين.

وفي عدد يرجع تاريخ صدوره الى عام 1926 جمع الغلاف بين معالم القاهرة وباريس وبين موديل أنيق لفستان نسائي غربي صرف وأخر نسائي شرقي يتضمن الحجاب الذي كانت ترتديه المصريات وقتها.

فيما يستعرض غلاف أخر لعدد صدر عام 1927 لفستان الفرح ومجوعة من غطاء الرأس ويظهر الغلاف العريس المصري أنيقا بطربوشه إلى جوار العروسة.

قد يعتبر البعض ان الامر نخبوي خاص بالطبقات الراقية والأجانب المتواجدين في مصر وقتها وأنه بعيدا عن الطبقات الشعبية وغالبية المصريين، ولكن مهما كان اعتباره فهو في النهاية تاريخ حدث ومرحلة لا يجب انكارها وصورة كانت موجودة في مصر وسمة من سمات وسط البلد وقتها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى