شبكات النقل والتواصل العمراني.. بقلم: محمد مختار قنديل
عندما قامت ثورة 30 يونية المجيدة والملهمة للشعب المصري والشعوب العربية كانت شبكات النقل البريد والحديدية والبحرية غير مناسبة للنهضة الوشيكة والتوسع العمراني والحضاري في كل أنحاء مصر بل ومع الدول المجاورة.
بدأت القيادة السياسية بشق طرق وطنية عديدة لربط شرق البلاد بغربها وربط شمالها بجنوبها وكان لسيناء ومنطقة القناة حظ وافر من هذه الطرق وكذلك الصحراء الغربية والصعيد.
وكان هناك تصور مسبق لربط البحر الأحمر بالمتوسط برياً كما تم ربطه من قبل بواسطة قناة السويس وكان هناك إصرار على تطوير الطرق الموجودة وزيادة أعداد واتساع حارات المرور وتأمين الخدمات المرورية على الطرق وتجاوز الإختناقات والعوائق خاصة المجاري المائية بالكباري من مختلف الأنواع سواء الملجمة أو المعلقة أو العادية وتم الاستفادة من قناطر الري الجديدة في عبور النيل في نجع حمادي وأسيوط.
وكانت فكرة الطرق القومية الأساسية هي ربط المواني البحرية ببعضها وبالمطارات التي تعددت مواقعها والغرض منها خاصة مع ظهور عاصمة جديدة لمصر وأن تتكامل هذه الطرق مع شبكة السكك الحديدية.
الطرق البرية سواء القومية أو ما بين المدن والقرى وداخل الكتل العمرانية مسئولية الدولة أما المركبات التي تجري عليها فهي مسئولية أصحابها سواء الدولة أو المواطنين.
وهناك الطرق التي تربط مصر بليبيا والمغرب العربي وكذلك السودان والتي يجب أن تمتد إلى جنوب ليبيا ثم تشاد أو إلى دارفور ثم تشاد وأفريقيا الوسطى.
ويجب أن ينتبه المسئولون أن حوادث الطرق على طريق مطروح سيوة ليس بسبب سوء الطريق وإنما بسبب عبور الإبل فجأة أمام السيارات مما يستدعي حماية هذه الطرق من الحيوانات المنتشرة في بعض الصحارى.
أما شبكة السكك الحديدية وهي من أقدم الشبكات في العالم فقد أصابها الهرم ويجري تجديدها هي والقطارات التي تجري عليها من جرارات وعربات بأنواعها والعجيب أننا نلاحظ كثرة أنواع القطارات عليها مثل القطار الأسباني والمجري والفرنسي والروسي ونرجو أن يكون لنا القطار المصري والعمالة المصرية المدربة القادرة على التشغيل والصيانة والإصلاح.
السكة الحديد في مصر تخرج من المركز إلى أطراف الدولة في أسوان والسلوم والعريش وربما لشرم الشيخ والغردقة وهي في متناول معظم أفراد الشعب.
أما المواني البحرية والنهرية فكلها تقع عند أطراف كل الطرق برية وحديدية ونهرية لتؤدي مهامها لخدمة الإقتصاد والمواطنين.
——————————————————
اللواء أركان حرب مهندس محمد مختار قنديل