صوت المرأة ليس بعورة .. بقلم: سعد الفقي
لا أدري من هو صاحب الرأي القائل أن صوت المرأة عورة، وأن مكانها الطبيعي في منزلها بين أربعة جدران، وبالتالي لايحق لها الخروج من منزل الزوجية حتي وإن كانت هناك ضرورة تدعوها للعمل كموت زوجها أو عائلها الوحيد وحتي لاتكون فريسة للتسكع ومد يدها للمنفقين وأصحاب القلوب المريضة.
من ذهبوا إلى عورة صوت المرأة استشهدوا بقول الله تعالي: (فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض) الخ..، قوله حق واستشهاد في غير موضعه .. الخضوع في القول منبوذ للرجل والمرأة ولايحتاج الي تقديم الحيثيات والمبررات، فهناك العفيفات المؤمنات القانتات من تحافظ علي كرامتها وتصون شرفها سدت في وجوهن كل الأبواب وسبيلها الوحيد
السعي في مناكب الأرض لتقتات ولترزق مما عملته أيديها ..أليس كذلك؟؟ علاوه علي ذلك ففي صدر الاسلام الأول كانت المرأة تزاحم الرجال لسماع دروس العلم وتعلم أصول الدين بل هي من ضمدت الجرحي وشاركت في الحروب وكانت تزود الجنود بالطعام والشراب بل هي من
جادلت فاروق الاسلام عمر بن الخطاب في أمر المهور في حديث مباشر ولقاء عام للحاكم مع المواطنين – واعترضت على كلامه يومها قال عمر: أصابت امرأة وأخطأ عمر .. (أصابت أمرأه وأخطأ عمر) ولو كان صوتها عوره ؟ ماذا نقول في هذا الحوار النبيل والراقي الذي دار بين نبي الله موسي مع ابنتي الرجل الصالح سيدنا شعيب في مدين فقد قال لهما “ما خطبكما؟ قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير”، ثم قالت إحداهما لموسى: “إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا”، فهل صوتهما الذي ذكره الله في القرآن عورة؟.
وفي سورة الممتحنه حينما نزل الوحي علي قلب سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم بامتحان المؤمنات المهاجرات، وكان عمر يتولى ذلك الامتحان فهل قال أحد: إن صوت المرأه كان عورة والمؤكد إن الأمتحان كان شفويا ..
وكان النساء في عهد النبي صلى الله عليه وسلم يروين الأحاديث ويأمرن بالمعروف وينهين عن المنكر، فما زعم أحد أن صوت المرأة عورة، وهذا ماذهب اليه الشيخ/ محمد الغزالي وتواترت فتاوي دار الأفتاء المصرية بذلك.
لقد أصاب القائمون علي أمر المؤتمر الثامن والذي حضره وزراء منظمة التعاون الأسلامي الخاص بالمرأه عندما وقع إختيارهم علي الطالبة/ الزهراء لايق بنت الأزهر الشريف والمتفوقة علي اقرانها في عده مسابقات عالمية في حفظ القرأن الكريم وتلاوته مع حسن الصوت لتتلوا في الإفتتاحية أيات بينات من كتاب الله وهو ماحظي وتقدير كل من شاهد المؤتمر في سابقة لم تحدث من قبل وهي خطوة ممتازة وقوية ندعوا الي التوسع فيها للرد علي أنصاف المتعلمين ومن يعبدون الله علي حرف ويقولون بعوره صوت المرأة دون دليل من القرأن أو السنة.
* الشيخ/ سعد الفقي .. كاتب وباحث