“معلومات بلا قيمة”.. السودان يرد على خطاب إثيوبيا بـ”الملء الثاني”
قلل وزير الري السوداني، ياسر عباس من قيمة المعلومات التي قدمتها إثيوبيا لبلاده بشأن الملء الثاني لسد النهضة.
وقال عباس في رسالة بعث بها إلى وزير الري الإثيوبي بيكيلي سيليشي، طبقا لبيان من وزارة الري السودانية، صدر اليوم الخميس إن “المعلومات التي قدمتها أديس أبابا حول الملء الثاني لسد النهضة ليست ذات قيمة”.
وأكد الوزير أن القرار الإثيوبى بالبدء في ملء سد النهضة للعام الثاني على التوالي يشكل تهديدا للسودان، مشيرا إلى فرض أمر واقع على سد الروصيرص السوداني.
واشترط أن يتم تبادل هذه البيانات في إطار ملزم قانونًا يخاطب مخاوف الخرطوم بما في ذلك شروط سلامة السد ومتطلبات إجراء تقييم للآثار البيئية والاجتماعية.
وأشار إلى أن إثيوبيا نفسها اتخذت موقفا مماثلا فى رسالتها للسودان بتاريخ 7 ديسمبر 2020 والتي نقلت للخرطوم الحاجة إلى إبرام اتفاق أولا بين الدول ذات السيادة من أجل تبادل المعلومات.
واعتبر الوزير السوداني في رسالته، أن إثيوبيا قررت ملء السد للسنة الثانية فعليا في الأسبوع الأول من شهر مايو الماضي؛ عندما قررت مواصلة تشييد الممر الأوسط للسد.
وبشأن المعلومات التي قدمتها أديس أبابا للخرطوم، أوضح الوزير السوداني أنها “ليست ذات قيمة تذكر، بالنسبة للسودان الآن، بعد أن تم صنع أمر واقع على سد الروصيرص”.
وشدد على أن السودان اتخذ تدابير كثيرة للحد من الآثار الاقتصادية والاجتماعية السلبية المتوقعة للملء الثاني الأحادي لسد النهضة.
ويلوم السودان إثيوبيا على فشل التوصل لاتفاق بسبب “منهجيتها في التفاوض”، وهو ما ترد عليه أديس أبابا باتهام مضاد للقاهرة والخرطوم.
وتأتي التصريحات قبل ساعات من جلسة لمجلس الأمن بطلب من الخرطوم حول الملف العالق منذ نحو عقد من الزمن.
والمفاوضات متوقفة رسميا منذ أبريل/نيسان الماضي بعد فشل مصر والسودان (دولتا المصب) وإثيوبيا (دولة المنبع) في التوصل لتفاهمات قبل بدء الملء الثاني للسد الذي تبنيه أديس أبابا على النيل الأزرق.
وترفض الخرطوم إصرار إثيوبيا على البدء بملء السد للمرة الثانية قبل التوصل لاتفاق ملزم حول ملء وتشغيل السد، قائلة إن الملء الأول تسبب في أضرار بالغة وعرض 20 مليون سوداني للخطر.
وتقلل أديس أبابا بدورها من مخاوف الخرطوم والقاهرة، وتتعهد بمراعاة هواجس دولتي المصب خلال عملية الملء الثاني التي تؤكد أن تأخيرها يكلف البلاد نحو مليار دولار، وتأمل أن يلبي السد حاجة البلاد من الكهرباء.