كيف اخترقت الصواريخ الإيرانية «قبة» إسرائيل؟.. 4 أسباب
“خيوط ضوء تتساقط على الأرض” مشهد تابعه العالم عبر شاشات التلفاز خلال الضربة الإيرانية لإسرائيل، وأثار تساؤلات حول اختراق الدفاعات.
وأطلقت إيران حوالي 180 صاروخاً باليستياً في وابل جوي هائل على إسرائيل يوم الثلاثاء، لكن الدفاعات الجوية الإسرائيلية اعترضت معظمها.
بيد أن بعضها نجح في اختراق طبقات متعددة من أنظمة صواريخ أرض-جو الموضوعة للدفاع عن الدولة العبرية، وضرب أهداف على الأرض، دون إصابات.
وتظهر اللقطات التي تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي خطوطًا ضوئية ترتطم بالأرض والأضرار اللاحقة الناتجة عن الضربات.
وأثار ذلك تساؤلات حول ما إذا كانت إيران قد نجحت في اختراق أحد أقوى أنظمة الدفاع الجوي في العالم.
وفي حين حذر المحللون من أنه من السابق لأوانه معرفة ذلك، إلا أن هناك بعض العلامات التي يجب البحث عنها عند تقييم أداء نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي، يمكن أن تكون أسبابا لاختراق بعض الصواريخ الإيرانية المنظومة، وفق صحيفة “ديلي تليغراف” البريطانية.
التوقيت
وعندما شنّت إيران آخر هجوم على إسرائيل في أبريل/نيسان، كانت الضربة معروفة قبلها بأسبوع، بحيث كان لدى إسرائيل وحلفائها قدرة على الاستعداد للتصدي لها.
وبذلك، مُنحت إسرائيل وحلفاؤها الأمريكيون والبريطانيون والأوروبيون وقتًا كافيًا للاستعداد عبر نشر الطائرات المقاتلة والسفن الحربية للمساعدة في إسقاط وابل الطائرات الإيرانية المسيرة والصواريخ.
في هذا السياق، قال صامويل هيكي، من مركز الحد من التسلح ومنع الانتشار النووي: ”كان هذا الأمر أكثر إثارة للدهشة نسبيًا”، إذ لم يعرف العالم شيئا عن الضربة الإيرانية إلا قبلها بساعات قليلة، فلم تكن هناك استعدادات مماثلة للضربة الأولى.
أسلحة أكثر تطوراً
في أول هجوم إيراني واسع النطاق على إسرائيل، استخدمت الأولى مزيجاً من حوالي 300 صاروخ وطائرات بدون طيار.
وعلى الرغم من أن العدد الإجمالي أكبر من الـ180 صاروخا التي أطلقت في وقت متأخر من يوم الثلاثاء، إلا أن الضربة الأولى كانت في معظمها صواريخ كروز وطائرات بدون طيار.
وقال السيد هيكي: ”لقد استخدمت إيران في الضربة الأولى صواريخ كروز بطيئة وطائرات بدون طيار – طائرات بدون طيار انتحارية – يمكن إسقاطها عبر المقاتلات في السماء“.
لكن في الضربة الثانية كانت الصواريخ أكثر تطورا، إذ يكون اعتراض الصواريخ الباليستية التي تطير بسرعات تفوق سرعة الصوت، أي فوق سرعة 5 ماخ، أصعب بكثير على الطائرات المقاتلة أو الأنظمة الأرضية.
هنا قال هيكي: ”من غير المرجح أن تكون الطائرات المقاتلة عاملًا كبيرًا“ في التصدي لمثل هذا الهجوم.
الحفاظ على الذخيرة
عامل ثالث ذكره تحليل “ديلي تليغراف” لعبور عدد من الصواريخ الإيرانية الأنظمة الاعتراضية الإسرائيلية، وهو الحفاظ على الذخيرة، إذ أن الدفاع الجوي عمل مكلف ماليا بدرجة كبيرة.
وتشير التقديرات إلى أن هجوم إسرائيل في أبريل/نيسان، كلّف إسرائيل وحلفاؤها حوالي 1.1 مليار جنيه إسترليني (1.5 مليار دولار) لصدّ الوابل من الصواريخ والطائرات المسيرة.
وهناك أيضًا مشكلة أن الصواريخ الاعتراضية محدودة العدد حاليا، إذ استهلكت الجهود الغربية لمساعدة أوكرانيا في الدفاع عن مدنها ضد القصف الروسي، موارد كبيرة في هذا المجال.
ونظرًا لاعتماد كل من إسرائيل وأوكرانيا إلى حد كبير على الولايات المتحدة في هذه الصواريخ الاعتراضية، يجب اتخاذ قرارات متعلقة بالحفاظ على الذخيرة.
ويوضح هيكي: ”ما زلنا لا نعرف عدد الصواريخ التي قررت إسرائيل الاشتباك معها، فأي عدد من الصواريخ من المقرر أن يسقط في مناطق لن تسبب الكثير من الأضرار في الأرواح البشرية أو البنية التحتية… سيختارون السماح له بالمرور“.
مثل هذه القرارات قد تساعد إسرائيل في الحفاظ على الذخيرة الاعتراضية من أجل الدفاع ضد المزيد من الهجمات على أراضيها.
التشبع
مرة أخرى، وبسبب وجود مخاوف حقيقية بشأن ندرة صواريخ اعتراض الدفاع الجوي، هناك مخاوف من أن تحاول إيران التغلب على إسرائيل في أي قصف مستقبلي واسع النطاق.
لكن هيكي قال ”يبدو أن إيران أطلقت الليلة صواريخ أقل ولكن أكثر تطوراً، ولكن إذا كان هذا الأمر سيتطور إلى صراع، فمن المحتمل أن تكون إسرائيل على علم بذلك”.
وتابع “قد تكون ضربة أمس، سببًا لعدم تصعيد الأمر إلى صراع شامل“، في إشارة إلى أنها لم تسبب ضررا يستوجب ردا قويا من إسرائيل، كما ظهرت إيران متشبعة بها.