د. أيمن عدلي يكتب: المتلونون في حياتنا

 

حياة الإنسان منا معقدة تشترك فيها وتضافر العناصر المختلفة لتكون الحياة الواقعية التي يمتاز بها كل منا عن الآخر ولعل السمة الرئيسية والقاسم المشترك بينا حياتنا جميعا وبين مكونات حياة الفرد الواحد منا هي الإنسان أو الأفراد الذين يدخلون حياتك يتفاعلون معك وتتفاعل معهم لتتكون الأحداث وتتشكل المواقف وتخلق الحياة الجميلة السهلة البسيطة.

نقابل الكثير من الأفراد لكل منهم صفته الشكلية والداخلية فهنالك أخ لك في الواقع وهنالك أخ لك في النسب وهنالك جامع الإثنين، يوجد الصديق والزميل، أهل الثقة وغير أهل الثقة، القريب والبعيد، المحب والحاسد، المحبوب والبغيض هكذا هي حياتنا.

والأفراد في حياتنا رغم تعدد أدوارهم وسلوكياتهم لكن لطريقتهم وتقييمهم صنفان لا ثالث لهما، الأفراد الواضحون المتحدثون المواجهون مصيبون كانوا أو مخطئين، وما أعظمه صنف وإن اختلفت معه، فاختلافك مع الواضح ثقة وإضافة، وهنالك المتلون المتغير، من يخفي على عكس ما يظهر من يخاف فيتغير ويتلون، يخاف منك ومن مواجهتك، تأمن جانبه فيطمئنك لوجوده ثم لا يلبث أن يتحول عنك أو ينقلب عليك، يمسي صديقا ودودا ويصبح عدوا لدودا، وقد لا تدرك هذا كل حياتك.

ولعلك تنتظر مني عزيزي القارئ أن أقول لك أن إيجادك أو حصولك على الشخص النقي المباشر هو كنز موهوب لك، وهذا واقعي لكن ما أريد قوله أن في الشخص المتلون هبة عظيمة تنبني على تجربة خاصة تثقل شخصيتك، وتنمي مهارتك، وتعظم قدراتك وتضخم إمكاناتك في التعامل مع الشخصيات الأكثر صعوبة، فالمتلونون سهل عليك اكتشافهم، نعم قد تنخدع مرة وقد تنخدع مرات، لكن مدة الانخداع قصيرة ومرات الانخداع لا تكثر، فإذ بك تتجاوز الجوانب المؤلمة مع المتلونين لتغتنم المنافع العديدة وعلى رأسها أنك تدرك قيمة الشخصية الواضحة فالضد بالضد يظهر، وحسب ذلك فائدة وانصح بقراءة كتاب في بيتنا مريض نفسي للدكتور عادل صادق أستاذ الطب النفسي الذي يشرح وبالتفصيل كيف تتتعامل مع جميع الشخصيات.

كنز الوطن الحقيقي في هؤلاء الأفراد الذين ينخدعون في المتلون فيكتشفونه سريعا، ويستطيع أن يؤثر عليهم فيتجاوزون التأثير، ويجذبهم فيمنعون الآخرين عن الوقوع في شراكه، كنز الوطن هو الفرد المصري النبيه الوعي القادر على الاستفادة وإفاقة الآخرين، وما أعظم المصري الذي اكتشف تلون الجماعة الإرهابية فنبذها عنه، ليكتشف أي متلون ويواجه بذكاء وفطنة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى