موسم الحج 2024.. كيف يستعد الحرم لتخفيف الحرارة عن ضيوف الرحمن؟
تعتبر مواسم الحج في السعودية فترة استثنائية، حيث يتوافد المسلمون من جميع أنحاء العالم لأداء مناسك الحج بمكة المكرمة.
ومن أجل توفير بيئة مريحة وآمنة للحجاج وضيوف الرحمن، تتخذ السلطات السعودية العديد من الإجراءات، بما في ذلك التدابير التي تساهم في تبريد الطرق وحماية الحجاج من درجات الحرارة المرتفعة.
في هذا السياق، أعلنت السلطات السعودية المختصة عن بدء تبريد عدد من الطرق والمسارات التي يسير عليها الحجاج في المشاعر المقدسة بمدينة مكة المكرمة، وفقًا لما ذكرته صحيفة “عكاظ” المحلية.
وفي هذا السياق، قامت الهيئة العامة للطرق بالشراكة مع عدد من الجهات المعنية، مثل وزارة البلدية والشؤون القروية والإسكان، ووزارة الحج والعمرة، وبرنامج خدمة ضيوف الرحمن، وبرنامج جودة الحياة، وأمانة العاصمة المقدسة، في تنفيذ هذه المبادرة.
وقد بدأت الهيئة بالتوسع في تجربة تبريد الأسطح الإسفلتية في عدد من المواقع بالمشاعر المقدسة.
تهدف هذه المبادرة إلى خفض درجة الحرارة في الأحياء والمناطق السكنية، وتقليل الطاقة المستخدمة في تبريد المباني، وتقليل آثار تغير المناخ.
طلاء الأسطح
تستخدم هذه المبادرة التقنيات الحديثة في تبريد الطرق، حيث يتم تطبيق طلاء الأسطح الإسفلتية لطرق ومسالك المشاعر المقدسة بهدف خفض درجة الحرارة على الحجاج، وتبريد المناخ للدرجات المعتدلة في طرق المشاة.
وتقوم هذه التقنية على انعكاس أشعة الشمس، مما يسهم في زيادة مستوى التبريد للمناخ من حول الحجاج.
وفي هذا السياق، يأتي تطبيق هذه التقنية بالشراكة مع عدد من الجهات المشاركة، بهدف الإسهام في تخفيف درجات الحرارة ضمن مناطق محددة، وذلك في طرق المشاة بالمشاعر المقدسة التي ترتفع بها درجات الحرارة.
ويعمل الطلاء الأبيض الذي يستخدم في هذه التقنية على خفض درجة حرارة السطح بحوالي 30 درجة مئوية، باستخدام عدة مواد محلية الصنع لها القدرة على امتصاص كمية أقل من الأشعة الشمسية.
تبريد الجو
لا تقوم السعودية بتلطيف الأجواء داخل المسجد الحرام فقط، بل إن منظومة التكييف بالمسجد الحرام تمده بالهواء البارد المُنقى من الجراثيم عبر محطتين رئيسيتين هما الأكبر عالمياً.
وتصنف منظومة التبريد ضمن أكبر منظومات التبريد في العالم، وتستهلك طاقة تصل إلى (159) ألف طن تبريد، تضخ طاقتها من محطتي “كدي، والشامية “، وتقدر الطاقة التي تنتجها محطة الشامية بـ(120) ألف طن تبريد، وتبعد عن المسجد الحرام مسافة (900) متر، أما محطة أجياد فتصل قدرتها الإنتاجية إلى 39 ألف طن تبريد، وتبعد (500) متر.
وتقوم مبردات المحطتين بتبريد المياه ما بين 4 إلى 5 درجات مئوية، وضخها عبر الأنابيب للمسجد الحرام، ثم إلى وحدات مناولة الهواء بالغرف الميكانيكية، ثم يدفع الهواء النقي المبرد إلى أرجاء المسجد الحرام.
ويُنقى الهواء عبر وحدات مناولة الهواء بعد سحب الهواء الطبيعي من سطح المسجد الحرام، ويتم ذلك على عدة مراحل، عن طريق فلاتر تعمل بكفاءة وتقنية ترشيح عالية، تمنع مرور جزيئات الغبار والجسيمات الصغيرة إلى بيئة التكييف، ثم يتم تعقيمه بالأشعة فوق البنفسجية التي تعمل على قتل البكتيريا والجراثيم، ليصل الهواء إلى المصليات بالمسجد الحرام خاليا من الجراثيم والفيروسات.
توزيع مظلات ومبردات
وتقوم الجهات المعنية بتوزيع مظلات شمسية على الحجاج بهدف حمايتهم من حرارة الشمس خلال أدائهم مناسكهم، ضمن مبادرة “مظلة الحرمين”.
كما يتم توزيع العبوات المبردة من المياه على الحجيج طوال فترة أداء المناسك.