دعوة أممية للتحقيق في غارة إثيوبية على تيجراي ومقتل العشرات
دعت الأمم المتحدة السلطات الإثيوبية، إلى إجراء تحقيق مستقل، في غارة جوية استهدفت سوقا في بلدة توجوجا بإقليم تيجراي (شمالي البلاد)، أسفرت عن مقتل عشرات المدنيين.
وقال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية “راميش راجاسينجام”، الأربعاء، إنه “انزعج بسبب التقارير الواردة عن قصف الأمس الذي أدى لمقتل وإصابة مدنيين بسوق في توجوجا”.
وأضاف: “على كافة أطراف الصراع احترام التزاماتها وفق القانون الإنساني الدولي”.
وتابع المسؤول الأممي: “أدعو السلطات الإثيوبية إلى إجراء تحقيق سريع وفعال بشأن الهجوم”.
وقُتل عشرات الأشخاص في الهجوم على بلدة توجوجا، في وقت كشفت فيه تقارير أن سيارات الإسعاف مُنعت من الوصول إلى الجرحى.
وقالت هيئة الصليب الأحمر الدولية، إنها نقلت بعض المرضى إلى المستشفى، ودعت إلى احترام البعثة الطبية.
من جانبها، أعربت الولايات المتحدة عن قلقها البالغ إزاء هذا الحادث، وحثت السلطات الإثيوبية على السماح بحصول جميع الضحايا على الرعاية الطبية اللازمة.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية “نيد برايس”، في بيان: “ندين بشدة هذا العمل البغيض. وهناك أيضا تقارير موثوقة تفيد بأن قوات الأمن منعت أفراد الخدمات الطبية من الوصول إلى ضحايا هذا الهجوم المروع.”
وأضاف البيان أن حرمان الضحايا من الرعاية الطبية العاجلة “أمر شنيع وغير مقبول على الإطلاق”.
كما شجب منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي “جوسيب بويل”، الوضع في تيجراي، ووصفه بأنه “مروع”، وناشد العالم أن “يستيقظ ويتحرك”.
وقال في بيان: “ما يحدث في تيجراي مروع.. حان الوقت كي يستيقظ المجتمع الدولي ويتخذ إجراء”.
وأضاف: “ندعو مجددا من أجل وقف فوري لإطلاق النار في تيجراي”.
وتعليقا على رواية سائق سيارة إسعاف في المنطقة عن منع وصول الإسعاف إلى المصابين في توجوجا، قال “بوريل”، إنه إذا تأكد ذلك، فإنه “انتهاك خطير لاتفاقية جنيف والقانون الإنساني الدولي”.
ووضع زعماء الاتحاد الأوروبي الوضع في تيجراي، على جدول أعمال اجتماع قمتهم، في بروكسل يومي الخميس والجمعة.
ووصف “بوريل” الضربة بأنها “هجوم آخر يضاف إلى السلسلة المروعة” لانتهاكات القانون الإنساني وحقوق الإنسان والفظائع والعنف العرقي في تيجراي.
من جانبها، نفت الحكومة الإثيوبية استهداف المدنيين، زاعمة أنها “حيدت إرهابيين”.
ولم ينف القائد العسكري الإثيوبي، العقيد “جيتنيت أدان”، أو يؤكد الضربة، ولكنه قال إن الضربات الجوية تكتيك عسكري شائع، مؤكداً أن القوات الإثيوبية لا تستهدف المدنيين.
وشنّ رئيس الوزراء الإثيوبي “آبي أحمد علي”، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، هجوماً عسكرياً واسع النطاق على تيجراي، لنزع سلاح قادة الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي، الحزب الحاكم في الإقليم.
و”أحمد”، الحائز جائزة نوبل للسلام لعام 2019، برّر العملية العسكرية يومها بتعرّض معسكرات تابعة للجيش الفيدرالي لهجمات، اتّهم الجبهة بالوقوف خلفها.
وعلى الرّغم من أنّ “أحمد” تعهّد بانتهاء العملية العسكرية سريعاً، إلا أنّه بعد أكثر من 6 أشهر على بدئها، ما زالت المعارك والانتهاكات متواصلة في الإقليم تيجراي الذي بات يعاني من المجاعة.