كامل مراد يكتب: (اغتِيَالُ فَرْحَة)
كامل مراد
لماذا نغتال الفرحة بالفوضى؟
كلما شاهدتُ ما تفعله الجماهير المحبة للرياضة، أو أهل العروسين بالأفراح، أو طلاب الثّانويَّة العامة عند ظهور النتائج، تمر في ذهني عبارة (( اغتيال الفرحة)) إلى أن قررت أن تكون هي عنوانًا للمقال.
ربما لأنَّني من الأشخاص الذين يحبون الفرح دون أن أسبب أي مضرَّة للآخرين؛ فعندما تتجاوز حدودك وتتسبب في إلحاق الضرر بالآخرين بحجة الفرح فهنا لابدَّ من وقفة توعية للناس.
فقد كان لسوء حظي أن أخرج عقب أحد المباريات الرياضيَّة، حيث وجدتُ نفسي محاطًا بعدد كبير من السيَّارات التي لاتتحرك من مكانها، ومع مرور الوقت اكتشفتُ أنَّ هناكَ مجموعة من الفوضويّين في المقدمة أخذوا قرارهم بالنّزول من السّيَّارات واستعراض مهاراتهم في الرقص. ،وما زاد الوضع سوءًا لدي أنَّ خزّان الوقود كان فارغًا؛ وذلك بسبب كسلي وإهمالي الدائم في متابعة هذا الموضوع، لكن بحمد الله رجعتُ أخيرًا للمنزل، وكان دعائي لاحقًا أن ينهزم النادي دائم الفوز والذي كلما فاز هكلتُ همَّ الخروج من المنزل وما أكثر فوزه !!
وكذلك الأمر في الأفراح ونتائج الثانويَّة العامة، بقدر فرحتي لأصحاب هذه المناسبات لكنَّهم لا يلقون اهتمامًا بما يسببونه من أضرار لشخص مريض متوجه للعلاج أو أطفال نيام، ويكون همّهم الوحيد إسعاد أنفسهم على حساب الآخرين، وهذا التَّفكير منتهى الأنانيَّة، فتراهم يمارسون كلَّ وسائل الإزعاج المتاحة لديهم في سيَّاراتهم؛ لإبلاغ العموم بفرحتهم، وأعتقد أنَّهم لو قاموا بالدعاء لهم لكان أفضل بكثير، وكذلك فلابدَّ من الحذر في هذه المناسبات لأنَّها قد تقلب المناسبة رأسًا على عقب إذا لا قدَّر الله حدث مكروه لأحد الأبرياء الموجودين في هذا المكان.
فلابدَّ أن يضع كلّ واحدٍ منّا نفسه مقابل الطرف الآخر؛ لكي يشعر بما يسببه له من ضرر، ونحن هنا لا ندعو إلى ترك الفرح بجميع أشكاله، لكن نطلب أن نكون حضاريين أكثر؛ لكي تعمّ الفرحة بيوت الجميع دون التسبب بأيّ ضرر للآخرين