دعوة لتقليل المهر ” نحن نبحث عن شريك للحياة وليس عائل مادي “
تحقيق – روان شرقاوي
يعود تقليد المهر إلي المصريين القدماء منذ ثلاث آلاف سنة قبل الميلاد فكان يمارسمها الفراعنة و الأمريكيون الأصليون من بلاد بين نهرين ” الأزتيك والإنكا ” ولدي السكان الأصليين في أمريكا الشمالية سادت ثقافة ” التبادل ” بحيث تقديم الهدايا من قبل أهل العروسين لبعضهم البعض ومر هذا التقليد بعدة مراحل عبر التاريخ إلي يومنا هذا الأمر الذي جعل الكثير من الشباب يعزفون عن الزواج بسبب ارتفاع تكاليف المهر فالشاب المقبل علي الزواج يدخل في حالة من الصدمة بسبب متطلبات أهل البنت الذين يتعاملون مع الإبنه وكأنها صفقة تباع وتشتري ، فلا يجد هذا الشاب إما أن يتقدم لآخري بمهر أقل أو ينسي أمر الزواج من الأساس.
علي هذا يعتبر الأهل أنه كلما زادت نسبة المهر للفتاة كان ضمانًا لها وبذلك يشعر الرجل أنه تعب من أجل الحصول عليها فلا يستطيع تركها بسهولة ويختارون من بين الرجال الأكثر كرمًا من وجهة نظرهم ويدفع في بنتهم أعلي سعر ، حتي أهل الفتاة والجيران اذا رأوا من أهلها أنهم متساهلون في أمر المهر وظروف الرجل يقولون أن أهلها يبيعونها وأن الرجل علي الأرجح سيري أنها ليست غالية الثمن وسيردها مرة آخري ، بالإضافة إلي العادات والتقاليد من تجهيز الفرح وقبل أيام الفرح وبعده.
وهذه هي النظرة المادية السائدة في مجتمعتنا العربية يرون الزواج علي أنه صفقة مالية يربون البنت علي أن عليها أن تبحث عن عائل مادي لها ويربون ابنهم علي أنه يجب عليه الزواج كي يجد من تغسل له ملابسه وتهتم بالأطفال الأمر الذي جعل الكثير إما أن يعزف عن فكرة الزواج أو من تزوجوا فنسب الطلاق كل يوم في زيادة عن اليوم الآخر.
فما هو المهر ؟
يعرف في الإسلام بأنه ” صداق المرأة ” والذي يقدمه الزوج لزوجته قبل الزواج ويقول الرسول محمد صلي الله عليه وسلم ” التمس ولو خاتمًا من حديد ” يعني أن الصداق هو من حدود الله في الزواج وهو القبول والإيجاب والإشهار و”هدية من دون مقابل ” وهنا نجد أن الإسلام لم يقم بتسليع البنت ، ولكن بالمقابل اختلف صور المهر باختلاف الدولة العربية ففي السعودية مثلا يعطي الزوج أهل الزوجة كل تكاليف تجهيزاتها ويأتي بالمنزل وكل شيئ أما في مصر مثلاً فكل يأتي الزوج بالذهب و الأمور الآخري بالنصف ولكنها تسجل في ورقة تسمي ” القايمة ” يمضي عليها الزوج وتلك من وجهة نظرهم تضمن حق البنت في حالة الطلاق.
وعلي هذا فالديانة اليهودية والمسيحية فلزامًا علي والد الفتاة أن يقدم جزءًا من تركتها في حال زواجها ويكون ذلك تحت تصرف الزوج وظل هذا التقليد حتي عام ١٥٣٠ علي الرغم من رفض السلطات المدنية والدينية لذلك.
وأدي كل ذلك إلي مكوث الكثير من الشباب الآن لفكرة عدم الزواج أو إلي الزواج العرفي أو طرق كثيرة محرمة ، أو اضطراره إلي أخذ الكثير من الديون أو اللجوء إلي القروض ليقدر علي تكاليف المهر وتجهيزات الزواج والمشكلة الأكبر حين يأتي ميعاد تسديده لتلك الديون.
يأتي الحل من خلال توعية مجتمعية من أن البنت ليست سلعة والمهر والمال لا يضمن الاستقرار ولا الأمان لها فالرجل إن كان خلوقًا يسعي في الحياة يستحق من تحترمه وتقدره ويكونون سند بعضهم البعض في وجه الحياة حينها ندرك أن الزواج هو شراكة طيبة فيها مودة ورحمة من الله ونحن نبحث عن شريك للحياة وليس عائل مادي.