ياسمين المصري شتمت جبران باسيل وأصبحت بطلة في لبنان

لبنانية اسمها ياسمين المصري وعمرها 31 سنة، كانت الأحد الماضي في مطعم ببلدة “البترون” البعيدة في الشمال اللبناني 50 كيلومتراً عن بيروت، حين التقت صدفة بالنائب جبران باسيل، رئيس “التيار الوطني الحر” المتحالف مع حزب الله، وصهر رئيس الجمهورية ميشال عون، ووزير الخارجية والطاقة سابقاً، فاستاءت لرؤيته يتناول الطعام مع عائلته ثم يخرج مبتسماً، في وقت يعاني فيه اللبنانيون من أوضاع متردية على كل صعيد، لذلك “فشت خلقها” واقتربت منه المصري وقالت له “تفه عليك” أمام الناس.

سريعاً انقض عليها حرسه الشخصي، فضربوها وحاولوا الاستيلاء على هاتفها حين كانت تقوم بتصوير ما تلا عبارتها من بلبلة، لمنعها مما فشلوا به، وهي أن تبثه في مواقع التواصل، وبساعات قليلة أصبحت ياسمين المصري بطلة في لبنان، وصل صدى ما قامت به إلى وسائل إعلام عالمية، منها صحيفة “التايمز” البريطانية، فخصصت مساحة كبيرة بعددها أمس الجمعة لتقرير طالعته “العربية.نت” بموقعها، وكتبه مراسلها المتنقل في الشرق الأوسط، ريتشارد سبنسر، لخص فيه الحال بلبنان، متخذاً ما قامت به المصري كنموذج لاستياء اللبنانيين من زعمائهم السياسيين، ثم استنتج أن جبران باسيل هو “أكبر مكروه في لبنان” كما قال.

وقبل “التايمز” تطرقت الزميلة سارة دندراوي في برنامج “تفاعلكم” على شاشة “العربية” الاثنين الماضي، إلى ما حدث لصاحبة “تفه عليك” من حرس باسيل، وذكرت تفاصيل أكثر، نجدها في الفيديو المعروض أعلاه، ومنها ما ذكره ناشطون في مواقع التواصل عن باسيل، وما قالته له ياسمين المصري التي درست في باريس وإيطاليا قبل أن تعمل بإدارة بعض الفنادق حول العالم، والتي نقل عنها مراسل “التايمز” بأن أكثر ما أغضبها هو رؤية باسيل “يخرج من المطعم وعلى وجهه ابتسامة كبيرة” في إشارة إلى أنه لا يعير اهتماماً لما يحدث من سلبيات في لبنان.

“أؤكد أني لن أصمت أبداً”
من المعروف عن ياسمين المصري، أنها خسرت وظيفة جديدة حصلت عليها في كندا، لأنها لم تتمكن من السفر بسبب ظهور “كورونا” المستجد وانتشاره كوباء عالمي. كما دمر الانفجار في مرفأ بيروت بأغسطس الماضي منزل عائلتها، وقتل صديقاً لها. لكن أكثر ما أساء إليها، هو تعرضها ووالدها إلى تهديدات من مناصري “التيّار الوطني الحر” إلى درجة أنها احتاجت إلى 4 ساعات لتخرج من منطقة المطعم في البترون “وسط تهديدات حزبية” بحسب ما ألمت به “العربية.نت” من وسائل إعلام محلية في لبنان، ممن ذكر بعضها في خبره، أن شائعات سرت حول وقوع خلاف مع والدها بسبب موقفها السياسي.

والدليل على وقوع الخلاف، هو أن والدها حبيب المصري، قام بزيارة لباسيل بعد يومين، وقدم له اعتذاراً عما قامت به ابنته التي أوضحت في بيان بالإنجليزية بثته في مواقع التوصل، وصورته أعلاه، قالت فيه إن أفراد عائلتها “لا يفكّرون بطريقة رجعيّة”، والدليل أنها لا تزال تتحدّث حول القضية، واتهمت باسيل بشراء منزله بمال مسروق، وبتهديد والدها، وقالت: “لا حق لأي شخص آخر بالاعتذار نيابة عني. أؤكد أني لن أصمت أبداً، ولن أتوقف عن نشر الكلمة ولن أخفي أبداً ما أفكر به في مواجهة الخوف والتهديدات والإرهاب” وفق تعبيرها.

قالت المصري في البيان أيضا، إنها لن تسكت ولن تتوقف عن قول كلمتها، ولن تتوارى خلف الخوف والتهديد والترهيب “لن تستطيعوا إجباري على التوقف عما أقوم به، ولا إجبار الناس أيضاً”، وكشفت أن والدها تعرض للتهديد، وزار باسيل لحماية حياتها لأنها تعرضت للتهديد “لقد أجبروا والدي، الرجل الصالح، على إنقاذ حياتي، لكن خطتهم لن تنفع” وأنهت أن الخوف ليس في قاموسها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى