تعهد سعودي بمواصلة دعم التحالف ضد “داعش”
أكد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، الخميس، مواصلة المملكة دعم جهود التحالف الدولي ضد تنظيم “داعش”، فيما تعهد نظيره الأميركي أنتوني بلينكن، بتخصيص 148.7 مليون دولار ضمن مساعي جمع 601 مليون دولار لتحقيق الاستقرار في سوريا والعراق، مشدداً على أن الحرب ضد التنظيم “لم تنته”.
جاء ذلك خلال كلمة الوزيرين في “الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي ضد داعش” المنعقد في الرياض.
وقال الأمير فيصل بن فرحان إن السعودية ستواصل جهود دعم التحالف الدولي ضد تنظيم “داعش” للقضاء عليه وجميع أنشطته وامتداداته وتجفيف مصادر تمويله.
وأضاف أن بلاده حريصة على استقرار الدول التي استغل تنظيم “داعش” أراضيها لتنفيذ مخططاته، ومنها سوريا والعراق، وأشاد بجهود بغداد الحاسمة للقضاء على التنظيم.
وعبَّر الوزير عن ترحيبه بالتوجه لإنشاء مجموعة تركيز معنية بمكافحة تنظيم “داعش” في أفغانستان، كما أعلن انضمام بلاده لرئاسة مجموعة التركيز المعنية بإفريقيا التابعة للتحالف الدولي ضد التنظيم، بجانب الولايات المتحدة والمغرب وإيطاليا والنيجر.
ووسّع تنظيم “داعش” في الصحراء الكبرى هيمنته بشكل كبير في المنطقة الشاسعة والنائية والقاحلة المعروفة بالمثلث الحدودي حيث تلتقي حدود مالي والنيجر وبوركينا فاسو، مستغلّاً الفراغ الذي خلّفته مغادرة الجنود الفرنسيين في أغسطس 2022، بحسب خبراء.
ودعا الوزير السعودي إلى “التركيز على مكافحة كل ما من شأنه إهانة الرموز الدينية والمقدسات والأفعال الاستفزازية المتعمدة وجميع الممارسات التي تزعزع الأمن والاستقرار، والتي قد يستغلها تنظيم داعش والجماعات المتطرفة”، موضحاً: “يجب علينا جميعاً العمل على قطع الطريق أمام أي فرصة يمكن للتنظيم استغلالها لاستمالة وتجنيد أتباع جدد”.
واعتبر وزير الخارجية السعودي أنه “لأمر مخيب للآمال وغير مقبول إطلاقاً” أن بعض الدول الغنية والمتطوّرة لم تستعد مواطنيها بعد. وتوجّه إلى هذه الدول بالقول “يجب أن تفعلوا شيئًا، يجب أن تتحملوا مسؤوليتكم”.
ويُحتجز عشرات آلاف الأشخاص بينهم أفراد عائلات جهاديين من أكثر من 60 جنسية، في مخيّمَي الهول وروج في شمال شرق سوريا اللذين يديرهما الأكراد، وفي سجون عراقية.
“الحرب لم تنته”
بدوره، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، إن الحرب على تنظيم “داعش” لم تنته رغم النصر الذي تحقق في ساحة المعركة داخل سوريا والعراق، مشدداً على ضرورة مواصلة جهود مواجهة التنظيم.
وأشار بلينكن، خلال كلمته في الاجتماع، إلى مساع لجمع 601 مليون دولار كجزء من حملة تعهدات لتحقيق الاستقرار في سوريا والعراق، مضيفاً أن الولايات المتحدة “ستقدم إلى هذا الصندوق 148.7 مليون دولار”.
ولفت إلى أن هذا الدعم “يلبي الاحتياجات الحيوية التي حددها السوريون والعراقيون، وتعالج نقاط الضعف التي استغلها تنظيم داعش، والفجوات الخاصة بالاحتياجات المحلية مثل الخدمات الضرورية والتعليم والاندماج، بجانب إعادة المقاتلين الأجانب الذين تم أسرهم خلال القتال وأفراد أسرهم إلى بلادهم”.
ونبه إلى ضرورة تقليص عدد السكان في مخيمات النازحين مثل مخيم الهول، بمحافظة الحسكة، شمال شرقي سوريا، ومراكز الاعتقال التي تضم 10 آلاف من مقاتلي تنظيم داعش، مشدداً على أن “الفشل في إعادة هؤلاء إلى بلادهم يعرضنا إلى خطر عودتهم إلى القتال”.
وأشاد بلينكن بالدول التي قامت بهذه الخطوة، داعياً الدول الأخرى إلى القيام بالمثل. وأكد أمام شركاء بلده في التحالف أن “الإخفاق في استعادة المقاتلين الأجانب قد يؤدي بهم إلى حمل السلاح مرة جديدة”.
“تهديد للأمن الدولي”
من جانبه، قال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، الخميس، إن حكومة بغداد أعادت ثلاثة آلاف مسلح عراقي محتجز في سوريا ونحو 1400 عائلة.
وأضاف حسين أمام الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي ضد داعش، أن أفراد هذه العائلات يتجاوز 5 آلاف شخص، مشيراً إلى أن بغداد دمجت 680 أسرة في مناطقها الأصلية بعد إعادتها من الخارج.
وأوضح وزير الخارجية العراقي أن الحكومة أغلقت 148 مخيماً للنازحين ليتبقى 28 مخيماً، لافتاً إلى أن 26 من هذه المخيمات تقع في إقليم كردستان بشمال البلاد، بينما يقع اثنان في محافظتي نينوى والأنبار.
وفيما يتعلق بمخيم الهول الواقع بشمال شرق سوريا قرب الحدود مع العراق، قال حسين إن الحكومة العراقية تولي اهتماماً خاصاً للمخيم وتمنحه الأولوية، مؤكداً ضرورة إيجاد حل حقيقي لهذه الأزمة “التي تمثل تحدياً وتهديداً كامناً للأمن والاستقرار الإقليمي والدولي”.
في السياق نفسه، أعلنت بريطانيا، العضو في التحالف، أنها ستقدّم نحو 109 ملايين دولار على مدى السنوات الخمس المقبلة لدعم استقرار وتنمية العراق وشمال شرق سوريا. ويترافق ذلك مع تخصيص 19.9 مليون دولار في العامين المقبلين، “للحاجات الإنسانية الملحّة” في سوريا.
وتأسس التحالف الدولي ضد “داعش” في سبتمبر 2014 ويضم 85 عضواً، ويلتزم بإضعاف التنظيم وإلحاق الهزيمة به في نهاية المطاف، وفقاً لموقعه الإلكتروني.