كامل مراد يكتب : رِفقًا بالمَريضِ
كامل مراد
في الفترة الماضية شعرتُ بأعراض السّعال (كحة) بدون سبب، وعادةً ما أفضل العلاج كما تربيتُ على الوصفات المنزليَّة التي تعلمناها وسمعناها من كبار السن رحمهم الله.
لكنني في هذه المرة اضطررتُ للذهاب إلى الطبيب لأخذ صورة أشعة، وهنا كانت المفاجأة عندما قام الأخصائي بالنَّظر إلى صورة الأشعة لفترة طويلة وسرح بخياله لدقائق كانت كفيلةً بانهياري النّفسيّ، لكنّه سارع بعدها بإخباري بأنَّه لا يوجد شيء.
وتحسنتُ مع الأيام بفضل الله.
وبعدها بفترةٍ وجيزة تعرَّضتْ ابنتي وتلاها العديد من الأصدقاء في بلدان مختلفة لوعكة صحيَّة، وسبحان الله كانت التّكلفة الماليَّة في المراكز الطبيَّة للجميع بنفس الطريقة، فلابدَّ من صرف مبلغٍ كبيرٍ على التّحاليل وصور الأشعة حتّى يُطمئنكَ الطّبيب على صحتك.
الشّاهد ممَّا ذُكر ولا أعمم بالطّبع، أنَّ قلة من المستشفيات تقدّم خدمات فندقيَّة للمرضى ، الغرض منها الربح المادي، وعادةً عندما يشكو المريض من مرضٍ يسيطر الخوف عليه، ويوافق على كلّ طلبات الطّبيب والمستشفى بدون أيّ تفكير، وفي الغالب يتم استغلال ذلك لتحقيق أرباح ماديَّة من المريض.
طبعًا أنا لا أدعو لعدم الذّهاب للأطباء، لكن أدعو إلى اختيار المركز الطّبي والطّبيب المناسبين حتّى لا يتكلف المريض مبالغ باهظة في التّحاليل والتّشخيص
وحتّى وقت قريب كنتُ أنزعج عندما يسألني الطبيب ” هل لديك تأمين ؟”؛ فلو قلتُ نعم أدخلك في دوّامة تحاليل وصور، ولو أخبرتهم أنَّه لا يوجد لدي تأمين اكتفى الطّبيب بشيءٍ بسيطٍ من التّحاليل الضروريَّة ودفعتُ ثمن ذلك في صحتي.
لذلك أنصح في حال حدوث أي عارض صحي أن يقوم الشخص بالسؤال عن أفضل طبيب في مجال الاختصاص ويذهب له، ومع تقدم وسائل التّواصل أصبح الموضوع سهلًا ويمكن معرفة كلّ شيء عن الطّبيب وتقييمه من آراء المرضى الذين زاروه، وهناك بعض المستشفيات الحريصة على تطوير خدماتها تقوم بتقديم استبيان للمريض حول كلّ شيء قدم له وهؤلاء يستحقون الشكر.
لا مانع أن تكون الخدمات الطبيَّة من خلال شركات خاصة لكن مع تحقيق معادلة تقديم أفضل خدمة بأقل سعر؛ بحيث تتحقق المصلحة للطرفين، المستشفى والطبيب من جانب والمريض من جانبٍ آخر.
حفظنا الله وإيَّاكم من الأمراض جميعها.