افريقيا.. وسراديب المجهول .. بقلم: أحمد بن سعيد

أحمد بن سعيد

مما لاشك فيه أن افريقيا لم تأخذ مكانها بين القارات، تكدست بالجوعى وأتخمت بالأزمات ولم تبصر طريقها إلى العالم الجديد، الفساد والاستبداد ينخرها صباح مساء، مع انها تملك كل المقومات للنهوض والاستدامة.

منذ عهد الاستعمار وافريقيا تعيش أشد التنكيل وذاقت الأمرين في تلك الحقبة من استعباد لأهلها ونهب ثرواتها وتجهيل لشعوبها، ولم يسلم من ذلك شبر واحد من أرض افريقيا على امتدادها بالطول والعرض، كما فقدت مقومات الصحة والغذاء لمن يعيش على أرضها مما أسهم في انتشار المجاعات والأوبئة حتى باتت افريقيا العظيمة المترامية الأطراف مضرب المثل في الجوع وهلاك الصحة وبؤرة للاوبئة ماخفي منها وماظهر.\

 وأزدادت وتيرة المهالك والجوع حتى بعد خروج الاستعمار الذي أكلها لحما ورماها عظما وباتت تعيش باقي ايامها حاضرا ومستقبلا في كابوس مطبق لافكاك منه ولامحيص.

ما الذي جعل باقي قارات العالم تعيش زهوا ووفرة في مقدراتها حتى تلك التي تعاني من أزمات اقتصادية خانقة ما الذي جعلها تتقدم خطوات وخطوات وغيرها ولو بالحد الأدنى للعيش والتقدم وصناعة المقدرات وتوفير الحد الأدنى من المقومات، ما الذي نهض بها وجعل افريقيا في آخر الركب هذا ان سلمنا بأنها في الركب أساسا.

مالذي جعل بعض الدول الأوروبية التي عاشت على مص دماء الشعوب خلال حقبة الاستعمار تعود لافريقيا من بوابة خلفية وتنكل بها وتستولي على خيراتها بتواطؤ مع قيادات نصبتها تلك الدول لتسهيل نهب الثروات من خلال قادة عتاة جبارين لايهمهم الا جمال ثيابهم وفخامة مراكبهم وتشبع أرصدتهم المالية في البنوك العالمية هذا اذا ما أضفنا لذلك سبائك الذهب والفضة وسندات الأموال التي تنوء بحملها مصارف لندن وباريس وبرلين وجنيف وغيرها من دول القارة العجوز التي لم تشبع من خيرات افريقيا حتى بعد خروجها.

 ومن أبرز تلك الدول فرنسا التي عاثت في افريقيا الفساد وأدمنت حلبها على مر التاريخ المعاصر وتعتبر ذلك قسمها عندما اقتسم المقتسمون، لاشك أن الحديث في هذا الجانب يطول ويطول.

افريقيا جمعاء دون استثناء لم تنهض مع القارات ودولها لم تطل برأسها مع الذين تنفسوا الصعداء ولو بقدر والسبب يعود إلى استبداد القادة ومن فوقهم عواصم القرار الأوروبية المؤثرة في الكيان الافريقي هذا اذا ما أضفنا لذلك الولايات المتحدة التي تطل برأسها فجأة وتخفيه تارة أخرى حسب الاتفاق بين اكلي الكعك.

ماتصنعه أثيوبيا حاليا ومنذ فترة ليست بالقليلة من استعداء لجاراتها الافريقيات العربيات ماهو الادليل واضح لعدم امتلاكها لقرارها ومؤشر واضح وخطير لاستخدامها كما استخدمت شقيقاتها في النكاية من بعضها البعض، القوى المؤثرة تريد حربا طاحنة في افريقيا ليسهل عليها ابتلاع ماتبقى من القارة السمراء.

اسرائيل ودول اوروبية بعينها والولايات المتحدة وحتى الصين والمعسكر الشرقي يريدونها كذلك ويصورون للعالم ان اثيوبيا صاحبة حق وقرار منفرد بمعزل عن الامم المتحدة التي لم تفعل شيئا سوى الشجب والاستنكار وهذا غاية ماتستطيعه حتى اذا مانشبت الحرب تخرج صيغها البالية من أدراج مجلس الأمن وتقسم المتقاتلين إلى فريقين صاحب حق واخر مارق عن الشرعية الدولية وببساطة تنتهي الحكاية ويصبح الوضع بعدها متاحا لالتهام الوجبة الشهية هذا اذا لم يتم وضع أحد الفريقين على الفصل السابع من قانون هيئة الامم المتحدة ومابعده سيأتي تباعا.

إلى الله المشتكى يا افريقيا متى تعودي لرشدك وتحتضني كافة ابناءك وتدركين المصير المجهول الذي ينتظرك من الغزاة المتربصين على حدودك من كل جانب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى