تفجير سد كاخوفكا يصل مجلس الأمن.. وروسيا وأوكرانيا تتقاذفان الاتهامات
قالت الولايات المتحدة، الثلاثاء، إنها “ليست متأكدة” من هوية الطرف المسؤول عن تفجير سد نوفا كاخوفكا في أوكرانيا، لكنها استبعدت مسؤولية كييف، وسط تبادل للاتهامات بين الجانبين الأوكراني والروسي في أروقة الأمم المتحدة بشأن المسؤولية عن “الكارثة”.
واجتمع مجلس الأمن الدولي المكون من 15 عضواً، الثلاثاء، بطلب من كل من روسيا وأوكرانيا بعد تدفق غزير للمياه، إثر انفجار سد ضخم على نهر دنيبرو، الذي يفصل بين قوات البلدين في جنوب أوكرانيا.
ورداً على ما إذا كانت واشنطن تعرف من الطرف المسؤول عن الحادث، قال نائب السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة روبرت وود للصحافيين: “لسنا متأكدين على الإطلاق.. نأمل في أن يتوفر لدينا مزيد من المعلومات خلال الأيام المقبلة”.
وأضاف وود: “لكن.. لماذا ستفعل كييف ذلك بشعبها؟.. تُغرق أرضها وتجبر عشرات الآلاف على مغادرة منازلهم.. هذا ليس منطقياً”.
وانهار السد الضخم في جنوب خيرسون جزئياً بعد تعرضه لتفجير، الثلاثاء، ما أدى إلى غمر الفيضانات عدة قرى كلياً أو جزئياً، فيما بدأت كييف عمليات إجلاء ضخمة لسكان المناطق المتأثرة، والتي قدرت أعدادهم بنحو 17 ألفاً.
“جريمة حرب”
من ناحيته، ألقى سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، بالمسؤولية على أوكرانيا، ولكن دون تقديم أي دليل، كما اتهمها بمحاولة خلق “الفرص المواتية” لإعادة تنظيم وحداتها العسكرية لمواصلة هجوم مضاد.
وقال نيبينزيا للمجلس: “تخريب كييف المتعمد لأحد مرافق البنية التحتية الحيوية، وهو أمر خطير للغاية ويمكن تصنيفه على أنه جريمة حرب أو عمل إرهابي”.
“عمل إرهابي”
في المقابل، اتهم سفير أوكرانيا لدى الأمم المتحدة سيرجي كيسليتسيا، روسيا بارتكاب “عمل إرهابي يستهدف البنية التحتية الحيوية الأوكرانية”، لكنه لم يقدم أي دليل أيضاً.
وأضاف كيسليتسيا: “من المستحيل عملياً أن نفجره من الخارج عن طريق القصف.. لقد زرع فيه المحتلون (الروس) الألغام وفجروه”.
كما اتهم السفير الأوكراني عبر “تويتر”، روسيا بأنها “تتخبط في الأكاذيب مجدداً”، وذلك في إشارة إلى خطاب المندوب الروسي في مجلس الأمن.
“نتيجة مدمرة”
في السياق، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، الثلاثاء، إنَّ المنظمة الدولية لا تملك أي معلومات من مصادر مستقلة بشأن كيفية انفجار السد، لكنه وصف الأمر بأنه “نتيجة مدمرة أخرى للغزو الروسي لأوكرانيا”.
وأكد الكثير من أعضاء مجلس الأمن أيضاً، خلال اجتماع الثلاثاء، أنَّ الأزمة ما كانت لتحدث لولا غزو روسيا لأوكرانيا في فبراير من العام الماضي، حسب ما ذكرت وكالة “رويترز”.
بدوره، قال منسق الإغاثة في حالات الطوارئ بالأمم المتحدة مارتن جريفيث، أمام المجلس إن “حجم الكارثة لن يتضح بالكامل إلا في الأيام المقبلة”.
وأضاف: “من الواضح أنه ستكون هناك تبعات جسيمة وواسعة الأثر على الآلاف في جنوب أوكرانيا على جانبي خط المواجهة، تتمثل في فقدان المنازل والطعام وإمدادات المياه الآمنة وسبل المعيشة”.
عمليات إجلاء
وميدانياً، قال المدعي العام الأوكراني أندريي كوستين عبر “تويتر” إن أكثر من 40 ألف شخص معرضون لخطر التواجد في مناطق غمرتها الفيضانات، مشيراً إلى أن السلطات الأوكرانية “تقوم بإجلاء أكثر من 17 ألف شخص.. للأسف يوجد أكثر من 25 ألف مدني في الأراضي الخاضعة للسيطرة الروسية”.
وفي شبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا في 2014، أعربت السلطات الموالية لموسكو عن قلقها بشأن إمدادات مياه الشرب التي كانت تعتمد على مخزون السد.
ويخلق تدمير السد أزمة إنسانية جديدة وسط منطقة الحرب ويتسبب في تحول في جبهات القتال بينما تستعد أوكرانيا لشن هجوم مضاد طال انتظاره لطرد القوات الروسية من أراضيها.
وتسيطر موسكو على السد منذ بداية الحرب، رغم أن القوات الأوكرانية سيطرت على الجانب الشمالي من النهر العام الماضي، وفقاً لوكالة “رويترز”.