السعودية تبحث مع بوينج شراء 150 طائرة بـ8 مليارات دولار
تعمل شركة “بوينج”، على إبرام ثاني صفقة رئيسية لها في السعودية هذا العام، حيث تجري شركة صناعة الطائرات الأمريكية محادثات لبيع ما لا يقلّ عن 150 طائرة من طراز “737 ماكس” لشركة طيران الرياض الجديدة.
ونقلت وكالة “بلومبرج” في تقرير لها ترجمه “الخليج الجديد”، عن أشخاص مطّلعين على الأمر (طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم) قولهم إن المناقشات خاصة.
ولفتت إلى أن شركة الطيران الجديدة، المملوكة للصندوق السيادي السعودي، تسعى لشراء نحو 300-400 طائرة ذات ممر واحد، بما يشمل خيارات أخرى.
فيما ذكر بعض الأشخاص أن المحادثات معقدة، إذ يخضع التوقيت وهيكل الطائرات لتغيير مستمرّ، كما يمكن لشركة “إيرباص” المطالبة بجزء من الصفقة.
وقال الأشخاص، إن “بوينج” تعمل على استغلال المزايا المتاحة لديها، لأن “إيرباص” لديها عدد قليل من طلبات التسليم المتاحة لطائراتها “إيه 321 نيو” (A321neo) حتى ما قبل عام 2029.
وأشاروا إلى إن المفاوضات مستمرة، مع احتمال الإعلان عن الصفقة في معرض باريس الجوي في منتصف يونيو/حزيران، على الرغم من عدم اتخاذ أي قرار حتى الآن.
ورفض متحدث باسم “بوينج” التعليق، وكذلك رفض ممثلو طيران الرياض وصندوق الاستثمارات العامة السعودي.
ووفق الوكالة، سيمنح الفوز الكبير الثاني من نوعه شركة “بوينج” ميزة في سوق خليجية مهيأة للنمو.
ويركّز وليّ العهد الأمير محمد بن سلمان، على توسيع قطاع السياحة في المملكة، عبر بناء منافس للقوى الإقليمية الإماراتية والخطوط الجوية القطرية.
وعمل المسؤولون الأمريكيون والسعوديون على إصلاح العلاقات بين البلدين، التي شهدت توتراً بسبب قضايا من بينها السياسة النفطية.
وشملت الصفقة السابقة أكبر طائرات “بوينج” حجماً من الطراز الذي يحمل اسم “787 دريملاينر” (787 Dreamliners) للتعامل مع الطيران بعيد المدى لشركة طيران الرياض حاملة الأعلام السعودية.
وفقاً للسعر الحالي لطائرة “ماكس 8” (Max 8) البالغ 53 مليون دولار، قد تصل قيمة صفقة شراء 150 طائرة إلى نحو 8 مليارات دولار، بناءً على تقديرات القيمة السوقية التي جمعتها شركة الاستشارات “أسيند باي سيريم” (Ascend by Cirium).
وعادةً ما يحصل العملاء على خصومات كبيرة على مثل هذه الصفقات الكبيرة.
وكُشف رسمياً عن شركة طيران “الرياض” في مارس/آذار الماضي، كجزء من مبادرة بن سلمان لجعل الاقتصاد السعودي أقلّ اعتماداً على النفط، إذ لدى ولي العهد طموحات لتحويل الرياض إلى مركز أعمال قويّ والتنافس مع شركات الطيران الخليجية الأكبر في سوق النقل الجوي العالمية.
وتخدم شركة الطيران السعودية الآن في الغالب سوقَي الطيران في جدة وموسم الحج.
وكجزء من الاتفاقية الموقعة في مارس/آذار الماضي، من المقرَّر أن تستقبل “طيران الرياض” 39 طائرة من طراز “787-9″، مع توافر خيارات متنوعة لـ33 طائرة أخرى.
ويدير الشركة السعودية رئيس مجموعة “الاتحاد للطيران” السابق توني دوغلاس، وتهدف إلى ربط أكثر من 100 وجهة حول العالم بحلول عام 2030.
وأكد دوغلاس، أن الشركة ستخدم الأسواق الدولية والإقليمية والمحلية، ما يضعها في منافسة مباشرة مع شركتي “طيران الإمارات” و”الخطوط الجوية القطرية”.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أُعلن عن خطط لمطار جديد في الرياض من المقرر أن يستوعب 120 مليون مسافر سنويا بحلول عام 2030، في مقابل نحو 35 مليونا اليوم.
وسبق أن صرح وزير المالية السعودي محمد الجدعان، بأن النمو المتوقع يجعل النموذج الحالي للسعودية التي لها مركزان أساسيان، جدة والرياض، غير كاف.
وقال الجدعان: “جدة وحدها بحاجة إلى شركة طيران لتركز على الحج والعمرة.. وبالتالي هناك حاجة إلى شركة طيران تركز على الرياض”.
وتابع: “هناك حاجة إلى التأكد من أن هناك مطارا مناسبا يرحب بالناس وشركة طيران قادرة على ربط العديد من الوجهات التي يحتاجها المستثمرون”.
وساهم موقع المطارات في الشرق الأوسط الملائم لرحلات إلى أوروبا وآسيا وأفريقيا، في تعزيز صعودها كمراكز رئيسية.
ويتوقع مجلس المطارات الدولي أن تشهد مطارات المنطقة 1,1 مليار مسافر بحلول عام 2040، في مقابل 405 ملايين في عام 2019.
وإلى جانب “طيران الرياض”، ستطلق السعودية كذلك “طيران نيوم” التي سيكون مقرها المدينة المستقبلية التي تحمل الاسم ذاته، على أن تبدأ عملياتها في 2024.
وتعتمد استراتيجية التوسع في السعودية جزئيا على الاستفادة من عدد سكانها البالغ 35 مليون نسمة تقريبا، وهو ما يراه مسؤولون ميزة كبيرة على منافسيهم في الإمارات وقطر مع عدد أقل بكثير من السكان.