كامل مراد يكتب: رجولة مع وقف التنفيذ

                كامل مراد 

هذه هي المرة الأولى التي أكتب فيها عنوانَ المقالِ قبل الانتهاء منه.
في إحدى جلسات العشاء مع مجموعة من الأصدقاء، انضم إلينا أشخاصٌ أقابلهم لأول مرة ،وتمنيت لو أنني لم أفعل.
فأثناء حواراتهم لفت نظري رد أحدهم عندما مازحه صديقه عن سبب رغبته بمغادرة الجلسة للتوجه للمنزل قائلا له:( أكيد إنك أرنب في البيت ) فرد مستهزئًا بأن زوجته لا تجرؤ على سؤاله من أين هو آتٍ أو إلى أين هو ذاهب، وبأنه هو الرجل الحقيقي في بيته، هنا لم أستطع الصمت وسألته ومن هو الرجل الحقيقي ؟ فكان جوابه هو الحاكم والآمر الناهي في المنزل، مضيفًا: أستطيع أن أسافر الآن وأغلق هاتفي دون توضيح أو تفسير لأحد .

بصراحة من هول الصدمة شعرت بأن التاريخ قد رجع بنا إلى عصور الظلام، فهل هذا الرجل يتكلم بصدقٍ أم أنه مريض؟ وبدأت أسال نفسي هل مازال يوجد رجال آخرون يعيشون بيننا على شاكلته؟ واكتفيت بابتسامة صفراء، وقلت بيني وبين نفسي : الحمد لله على نعمة العقل .

وبدأت أراجع نفسي فيما فعلته مع زوجتي (رحمها الله) والتى لا أذكر أنني قد رفضت لها يومًا طلبًا من طلباتها بل على العكس كنتُ أبادرُ بتحقيق رغباتِها قبل طلبها، ومع مرور الأيام قابلتُ سيداتٍ فاضلاتٍ منفصلاتٍ عن أزواجهن، سمعت منهن قصصًا حقيقية، منهن من أخبرتني بأن طليقها لم يتحمل مسؤوليته تجاه أبناءه عند الانفصال بالرغم من ثراءه الفاحش ومقدرته وذلك انتقامًا منها، وأخرى كان سبب انفصالها أنه منذ زواجها حتى انفصالها لم يُتعب زوجها أو طليقها نفسه بالبحث عن عمل بل اكتفى بالاعتماد على وظيفتها وبأخذ مصروفه منها، وأخرى كان سبب الانفصال الغيرة القاتلة لدرجة عدم ترك أي مساحةٍ من الحرية لها وهذا دليل على عدم ثقته بنفسه، والكثير الكثير من القصص .

لا أدرى إذا كان هؤلاء وهم أشباه الرجال لم يقرأوا أو يسمعوا بالآيات والأحاديث الدينية التى توصي بالمرأة. وحتى لو أخذناها من ناحية أخلاقية واجتماعية، ألا يعلم هذا الملقب بالرجل بأن الدنيا سلفٌ ودين وأن لديه أخواتٌ وغدًا بنات مقبلات على الزواج، ألا يخشى الله فيهن؟

من الممكن أن بعضًا من هذه الفئة قد شاهد معاملة والده السيئة لأمه فاعتقد أنها الطريقة الصحيحة بالرغم من أنه قد تعلم في جامعات واطلع على خبرات وثقافات مختلفة ونجد منهم من تعلم من أصدقاء السوء الذين يشعلون فتيل الفتنة في البيوت أثناء جلساتهم سويًا. مع أنهم يعودون إلى منازلهم ليكونوا في قمة سعادتهم، وهؤلاء هم أهل الفتنة.

بالنسبه لي الرجولة أن ألقم كل من ينصحني بنصيحة تدفعني للإساءة لزوجتى بحجر في فمه وأن أسعى لتقديم كل شئٍ يسعدها لأنها عندما غادرت بيت أهلها كانت تحلم بحياة أجمل ولم تكن تفكر بالانتقال إلى الجحيم والعبودية.

لذلك أقول لكم قدموا لزوجاتكم السعادة ولا تستكثروا عليهن ذلك فهم أبسط من كل التعقيدات، إن سعادة المرأة تكمن في كلمة جميلة أو وردة صغيرة، إياك أن تعتقد أن المطلوب هو بأن تتكلف ماديًا فوق طاقتك ، فكلٌ حسب مقدرته ، فالسعادة يا عزيزي تُصنع في أي زمانٍ و مكان.

شاهدوا الأفلام القديمة واستمتعوا بالغزل، تعلموا أن تشاهدوا زوجاتكم أجمل نساء الأرض، أكرموهن فهن أمهات أبناءكم ولا تستعجلوا على رحيلهم فتندموا.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى