صلاح أبوسيف.. عامل النسيج الذي غيّر مزاج السينما المصرية (بروفايل)
لم تكن حياة “أبوسيف” ناعمة، كما يتصور البعض، إذ عانى كثيرا، ولولا إصراره على تحقيق هدفه، لعاش ومات عاملا للنسيج في مدينة المحلة الكبرى.
وبمناسبة ذكرى ميلاد صلاح أبوسيف، التي تحل الأربعاء 10 مايو/أيار 2023 تستعرض “العين الإخبارية” في السطور التالية ملامح من حياته، بصفته رائد الواقعية في السينما المصرية.
بداية صلاح أبوسيف
وُلد صلاح أبوسيف في 10 مايو/أيار 1915، في قرية الحومة، مركز الواسطى بمحافظة بني سويف جنوب القاهرة، وشاء القدر أن يموت والده في مرحلة الطفولة، وأن تتولى والدته تربيته بشكل صارم.
مضت أيام وتعاقبت سنوات، وكبر الطفل الصغير، والتحق بمدرسة التجارة، ثم عمل في شركة نسيج بمدينة المحلة الكبرى، وفي نفس الوقت كان مهموما بالحركة الفنية، ويقرأ في علم النفس والمنطق والموسيقى.
وكشف صلاح أبوسيف عن موهبته الفنية، عام 1936 عندما قام بإخراج مجموعة من المسرحيات، شارك في بطولتها زملاؤه العاملون في شركة النسيج، ولعبت الصدفة دورا مهما في حياته، عندما جمعه لقاء بالمخرج نيازي مصطفى في أثناء تصويره فيلما تسجيليا عن الشركة.
أعجب نيازي مصطفى بثقافة وحضور صلاح أبوسيف، لذا ساعده على العمل في استوديو مصر بقسم المونتاج، وهناك تعرف على المخرج كمال سليم، الذي عمل معه مساعد مخرج في فيلم “العزيمة”.
وفي عام 1939، قرر صلاح أبوسيف السفر إلى فرنسا لدراسة السينما، ولكنه عاد سريعا بسبب أحداث الحرب العالمية الثانية، ثم سافر بعد ذلك إلى إيطاليا، وفي عام 1946 قدّم أولى تجاربه في الإخراج وهو فيلم “دايما في قلبي”.
روائع صلاح أبوسيف
أطلق صناع ونقاد الفن بمصر على المخرج صلاح أبوسيف، لقب “رائد الواقعية” فهو المخرج الوحيد الذي تأثر بمدرسة الواقعية الجديدة في أوروبا، وطبق منهجها بشكل صحيح على السينما بمصر، وكانت أعماله تغوص في جذور المشكلات وتتعمق في جميع أبعاد الحكايات.
يحتوي الأرشيف الفني للمخرج صلاح أبوسيف على 43 فيلما سينمائيا، وربما يتوقف كثيرون عند الرقم، ويعتبرون أنه قليل جدا بالنسبة لسنوات عمر صلاح أبوسيف، وهذا رأي سليم، لأن أبوسيف كان يستغرق وقتا طويلا في التحضير لأعماله الفنية، لذا تعد أعماله بمثابة جواهر فنية خالدة ومنها أفلام “بداية ونهاية، السقا مات، الزوجة الثانية، لوعة الحب، بين السما والأرض”.
وبعد رحلة طويلة من الإخراج والكتابة، مات صلاح أبوسيف في عام 1996.