“إنجازات مهمة مقابل وعود فارغة”.. لماذا تميل فرص الفوز لصالح أردوغان؟
اعتبر ألكسندر سفارانتس، الدكتور في العلوم السياسية، أن فرص الفوز في الانتخابات الرئاسية التركية يوم 14 مايو/ أيار الجاري تميل لصالح الرئيس رجب طيب أردوغان على حساب كمال كليتشدار أوغلو، في ظل “إنجازات مهمة” و”خطط طموحة” لحكومة حزب العدالة والتنمية مقابل “وعود فارغة” من المعارضة.
وأضاف سفارانتس، في تحليل بمجلة “نيو إيسترن أوتلوك” (NEO) ، أن “التوتر في الانتخابات المقبلة مرتبط من ناحية بالفترة الطويلة لحكم زعيم حزب العدالة والتنمية أردوغان خلال العقدين الماضيين، ومن ناحية أخرى باهتمام خاص من القوى الخارجية بالحياة السياسية التركية، حيث تحاول الولايات المتحدة فرض إرادتها على الناخبين الأتراك”.
وأوضح أن “واشنطن تحاول تغيير النظام في أنقرة؛ ليس لأسباب تتعلق بتعزيز السلطة الاستبدادية للرئيس التركي وبعض الابتعاد عن قواعد الديمقراطية، ولكن بسبب أن أردوغان يعزز مسارا مستقلا عن إملاءات واشنطن، ولاسيما العلاقات التركية الروسية ذات المنفعة المتبادلة”.
وأردف أن “لدى العديد من الخبراء سببا وجيه للاعتقاد بأن كليتشدار أوغلو، زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض (مرشح تحالف الشعب السداسي)، هو خيار سيئ بسبب ضعفه مقارنة بأردوغان صاحب الشخصية الجذابة”.
واعتبر أن “برنامج كليتشدار أوغلو الانتخابي جاء متوقعا ويتضمن: تعزيز الديمقراطية، ومحاربة الفساد، وتعزيز التحالف مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول (حلف شمال الأطلسي) الناتو، واستئناف مسار الاندماج مع الاتحاد الأوروبي، والحفاظ على علاقات عملية مع بقية العالم الخارجي (بينها روسيا) خاصة في مجال الاقتصاد والتجارة”.
نجاح كبير
“بسرعة، تغير الوضع اليوم في العالم وتركيا، والنظام العالمي أحادي القطب مع هيمنة الولايات المتحدة يحل محله أكثر فأكثر هيكل متعدد الأقطاب، حيث يمكن لتركيا أن تأخذ مكانها الصحيح وألا تظل دمية في يد واشنطن”، وفقا لسفارانتس.
وبيّن أنه “خلال سنوات حكم أردوغان، تغيرت تركيا نفسها في اتجاه زيادة الاستقلال والتعاون الاقتصادي مع اللاعبين الرئيسيين الجدد (بينهم روسيا والصين)”.
وتابع: “كما حققت سياسة تركيا النشطة في شمال أفريقيا والشرق الأوسط وجنوب القوقاز وآسيا الوسطى نجاحا كبيرا في الاقتصاد والطاقة والاتصالات والتعاون العسكري، وتمثل منظمة الدول التركية التي تم إنشاؤها بجهود أنقرة عام 2021 دليلا على مطالبات طموحة لتشكيل قطب تركي جديد وسوق تركية مشتركة”.
وأردف: “علينا أن نعترف بأن السلطات التركية بدأت في إظهار وتقديم إنجازات مهمة للاقتصاد المحلي والصناعات الدفاعية خصوصا بشكل شبه يومي كجزء من الحملة الانتخابية لأردوغان”.
واستطرد: “كانت قائمة الإنجازات مثيرة للإعجاب للغاية: أول محطة للطاقة النووية (بشراكة مع روسيا)، وطائرة كيزيلما بدون طيار الجديدة، وأول حاملة طائرات بدون طيار هجومية (TCG Anadolu)، ونظام صواريخ أرض-جو، ونظام دفاع جوي، ودبابة ألطاي، وجيل خامس من طائرات مقاتلة، والسيارة الكهربائية، ورواد الفضاء الأوائل في تركيا، وقمر صناعي (إيمجه İMECE)، وحقول الغاز الطبيعي في البحر المتسوط”.
ومضى قائلا إن “تلك الإنجازات، والتي تكّملها المشاريع التركية الروسية الضخمة الواعدة لمحور الغاز وخطط إنشاء محطة ثانية للطاقة النووية، بالإضافة إلى الوعد بحدوث طفرة تشييد كبيرة في المناطق المنكوبة بالزلزال (6 فبراير/ شباط الماضي)، تؤكد نجاح حكم أردوغان وخططه الجديدة الطموحة، ولذلك فإن أردوغان صاحب الخبرة يتقدم على خصومه في الانتخابات القادمة”.
وزاد بأن “زعيم حزب العدالة والتنمية يقارن أفعاله المسؤولة وإرادته لتحقيق نجاحات جديدة في طريق تعزيز تركيا المستقلة والقوية بالوعود الفارغة والمثيرة للجدل لزعيم حزب الشعب الجمهوري”.
واعتبر أن “فرص الفوز في الانتخابات الرئاسية تميل لصالح أردوغان، الذي سيصوت له أنصاره التقليديون والبرجماتيون والمتدينون والقوميون وممثلو رؤوس الأموال الكبيرة وبعض الشباب”.