هل تخفف مفاوضات جدة التوتر في الخرطوم؟
وصل وفدا الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى مدينة جدة السعودية، يوم الجمعة، لبدء مفاوضات برعاية سعودية – أميركية تهدف إلى خفض حدة التوتر بين الجانبين بسبب الاشتباكات الدائرة بينهما منذ 15 أبريل (نيسان).
وبحسب بيان صادر من القوات المسلحة السودانية فإن المفاوضات بين الطرفين ستناقش التفاصيل الخاصة بالهدنة التي يجري تجديدها بغرض تأمين وتهيئة الظروف المناسبة للتعامل مع الجوانب الإنسانية في ظل الأوضاع الراهنة.
لكن كيف ينظر المراقبون لهذه المفاوضات وإمكانية التوصل إلى هدنة طويلة تقود لوقف دائم لإطلاق النار؟
حقن الدماء
يقول الباحث في الشؤون العسكرية اللواء معتصم عبد القادر إن “الجيش السوداني يرحب بأي هدنة ووقف لإطلاق النار من أجل حقن الدماء وإيجاد مسارات للأعمال الإنسانية، لكن لن يكون هناك أي حديث من قريب أو بعيد عن عودة قوات الدعم السريع كقوة موازية للقوات المسلحة بأي حال من الأحوال”.
وأضاف عبد القادر “ستركز أجندة اجتماعات جدة التي تأتي في إطار الوساطة السعودية- الأميركية على كيفية المحافظة على الخدمات الضرورية كالكهرباء والمياه وتشغيل المستشفيات وخروج قوات الدعم السريع منها، من دون أن تتضمن المفاوضات أي بنود تتعلق بوضعية الدعم السريع أو أي عملية سياسية ومستقبل السودان”.
انزلاق السودان نحو الفوضى
وواصل “بالنسبة للوضع الميداني فإن الدعم السريع فقد 80 معسكراً داخل العاصمة المثلثة (الخرطوم، والخرطوم بحري، وأم درمان) وأصبحت قواته محصورة على مساحة 10 كيلومترات في وسط مدينة الخرطوم تشمل محيط القصر الرئاسي وأجزاء من القيادة العامة للجيش، فضلاً عن أطراف في بعض الأحياء بمدن العاصمة في حين يسيطر الجيش على 17 ولاية وسبع محليات في الخرطوم بشكل كامل”.
تحديد المسارات
فيما أشار الكاتب السوداني، عثمان ميرغني إلى أن “مفاوضات جدة ستناقش مسألة الهدنة الإنسانية ووقف إطلاق النار بين الجانبين مع إيجاد آلية للالتزام بذلك حتى تكون هناك مسارات آمنة للوصول إلى المستشفيات وتقديم المساعدات للمتأثرين بهذه الحرب، وهو أمر من السهولة بمكان تجاوزه”.
وتابع “المفاوضات بين الطرفين ستكون غير مباشرة عن طريق الوسطاء، وغالباً ما يكون هناك مجموعة من المراقبين للهدنة دوليين وإقليميين ومحليين، لكن قد تكون هناك مشكلة في تحديد المسارات، فمواقع تواجد الجيش معروفة، بينما قوات الدعم السريع غير معروف مكان تمركزها لأنها تعتمد على الكر والفر”.
وأردف ميرغني “لن يكون هناك وقف لإطلاق النار بشكل دائم بل سيكون لفترة محددة (لمدة شهر غالباً)، لإتاحة الفرصة لتشغيل المستشفيات وخدمات الكهرباء والمياه بصورة كاملة وعودة الأعمال بشكل طبيعي، على أن يتم خلال هذه الهدنة الطويلة التفاوض حول القضايا العسكرية”.
واستبعد عودة “الدعم السريع” بشكله القديم، وأشار “المؤكد أن تتم عملية دمج قواته في الجيش وأن يكون وحدة عسكرية داخل القوات المسلحة، على أن يحدد لاحقاً مصير استثماراته”.
وعن مصير قيادته الحالية قال الكاتب السوداني “في الغالب التوصل إلى تسوية تتيح لقائد هذه القوات محمد حمدان دقلو (حميدتي) ممارسة العمل السياسي وهي رغبة جامحة لديه، مما يجعل حظوظه في هذا المجال أكبر”.