غضب الأتراك من سنوات “الفوضى الاقتصادية” يهدد فرص أردوغان
قالت “بلومبرغ” في تقرير الأربعاء، إن الرأي العام السائد في أوساط الكثير من الناخبين في تركيا بات يميل ضد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعد سنوات من “فوضى اقتصادية”، ما يهدد بعرقلة حملة إعادة انتخابه قبل أقل من أسبوعين على الاقتراع الرئاسي في 14 مايو.
ورأت “بلومبرغ” أن سلطة أردوغان البالغ من العمر 69 عاماً، تواجه “أكبر تهديد على الإطلاق”، يتمثل في معاناة العمال من التضخم الحاد، وشعور الشباب بالقلق إزاء مستقبل قاتم، وتذبذب تأييد الناخبين المغتربين له.
وأشارت إلى أن أردوغان، الذي يتمتع بسلطات شبه مطلقة، ويسيطر على السياسة في تركيا منذ عقدين، “يتحمل المسؤولية في الوقت الراهن عن المشكلات التي تواجهها البلاد”، مضيفة أن المحصلة تعني على الأرجح أنه سيعجز عن تحقيق نسبة 50% اللازمة للفوز في الجولة الأولى من الانتخابات المقررة في 14 مايو.
ونقلت عن حسن جاكير وهو تاجر يبلغ من العمر 51 عاماً ويمتلك متجراً صغيراً شمال غرب تركيا قوله: “نحن غارقون حتى رؤوسنا. لن أصوت له حتى إذا كنت سأموت بسبب ذلك”.
واعتاد جاكير أن يصوّت لصالح أردوغان وحزبه “العدالة والتنمية” في جميع الانتخابات الماضية على مدى 21 عاماً، ولكنه مثل ملايين الأتراك الآخرين، “شاهد تراجع جودة حياته” منذ حصول أردوغان على مزيد من الصلاحيات منذ إعادة انتخابه في عام 2018، بحسب “بلومبرغ”.
“فوضى اقتصادية”
وارتفعت معدلات التضخم في إسطنبول والمدن الكبيرة الأخرى إلى ما يزيد عن 100% في السنوات القليلة الماضية، ووصلت إلى ذروتها في جميع أنحاء البلاد في أواخر عام 2022، عندما وصلت نسبة التضخم إلى 85%.
ورغم انخفاض التضخم منذ ذلك الحين، تضاعفت أسعار كل شيء، من المساكن إلى السيارات والطعام، بمقدار أربعة أضعاف في غضون سنوات. ويلقي الكثيرون باللائمة في ذلك على الجهود التي يبذلها أردوغان لتوسيع نطاق نفوذه في جميع جوانب الاقتصاد، وفقاً لـ”بلومبرغ”.
وأدت التخفيضات غير الاعتيادية في أسعار الفائدة إلى زيادة الأسعار في أعقاب جائحة كورونا، ما تسبب في فقدان الليرة 75% من قيمتها أمام الدولار منذ الانتخابات الماضية، وخروج المستثمرين من البلاد.
وينتشر شعور بالإحباط على نطاق واسع في تركيا، لدرجة أن أردوغان من المتوقع ألا يحقق الفوز في الجولة الأولى من الانتخابات أمام منافسه في انتخابات الرئاسة كمال كيليجدار أوغلو، الذي يحظى بدعم تحالف كبير من أحزاب المعارضة، وفقاً لـ”بلومبرغ”.
وأظهرت استطلاعات رأي حديثة، أن فرص أردوغان وكيليجدار أوغلو في الفوز متساوية، وأن كليهما لا يمتلكان الأغلبية اللازمة للوصول إلى السلطة، وسيؤدي ذلك إلى إجراء جولة ثانية بعد أسبوعين من الجولة الأولى من الانتخابات.
3 مرشحين
وينافس أردوغان في الانتخابات 3 مرشحين بينهم خصمه الرئيسي كمال كيليجدار أوغلو (74 عاماً)، مرشح تحالف من 6 أحزاب معارضة تشمل اليمين القومي وصولاً إلى اليسار الديمقراطي ويهيمن عليه حزب الشعب الجمهوري الذي أنشأه مؤسس تركيا الحديثة مصطفى كمال أتاتورك، بحسب وكالة “فرانس برس”.
وتلقى “كمال”، كما يقدم نفسه على الملصقات الدعائية، الأسبوع الماضي دعماً غير مسبوق من حزب الشعوب الديمقراطي اليساري المؤيد للأكراد الذي دعا للتصويت لصالحه.
وسيتوجب على 64 مليون ناخب تركي أن يختاروا بين حزب “العدالة والتنمية” الإسلامي المحافظ برئاسة أردوغان، وحزب “الشعب الجمهوري” العلماني الذي يمثله كيليجدار أوغلو.
وتتوقع الاستطلاعات انتخابات رئاسية ساخنة يؤكد الطرفان فيها أنهما قادران على الفوز بها من الدورة الأولى، وإلا فسيتم تنظيم دورة ثانية في 28 مايو.
الناخبون الجدد
وسيدلي في هذه الانتخابات 5.2 مليون من شريحة الشباب بأصواتهم للمرة الأولى، ممن لم يعرفوا سوى أردوغان رئيساً، وطريقة تعامله مع التظاهرات الكبرى التي جرت في 2013 التي عرفت باسم “جيزي”، وخصوصاً محاولة الانقلاب الفاشلة في 2016.
وهي الشريحة نفسها، التي توجه إليها كيليجدار أوغلو، الذي جعل رسم القلب بالأصابع شعار تجمعاته الانتخابية، قائلاً: “من خلالكم سيأتي هذا الربيع”.
العامل الآخر غير المعروف في هذا الاقتراع هو أثر الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا في 6 فبراير وأوقع أكثر من 50 ألف ضحية وعدداً غير معروف من المفقودين في جنوب البلاد.
فقد واجهت الحكومة اتهامات بالتأخر في إغاثة المناطق المنكوبة التي بات سكانها الآن في أماكن أخرى أو لاجئين في خيام وحاويات.