د. هند الشومر تكتب: الزواج في عهدنا الحالي
الزواج في اللغة العربية هو الاقتران والازدواج فيقال زوج بالشيء وزوجه إليه ، قرنه به ، وعادة ما يعرف الزواج بالعلاقة التي يجتمع فيها رجل وامرأة لبناء عائلة ، ويمتد تاريخ الزواج بين البشر إلى عهد آدم وحواء حيث أنه كان أول لبنة زواج شرعي في تاريخ البشرية .
ويحث الإسلام على الزواج فهو من سنن الأنبياء والمرسلين فيقول الله تعالى :
” ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية وما كان لرسول أن يأتي بآية إلا بإذن الله لكل
أجل كتاب” سورة الرعد: 38 .
ومن شروط الزواج الإيجاب والقبول والإشهاد على الزواج من شاهدين وكذلك ألا تكون الزوجة محرمة عليه وموافقة الولي للقاصر على الزواج وأن يتم اختيار الزوج والزوجة الصالحين وأن يكونا ملتزمين بشرائع الإسلام ويكون الزوج قادرا
عليه ، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ” يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج”
وكان الزواج في الماضي يتم باختيار أهل الزوج لزوجته وأحيانا يتم إرغامهما على الزواج حتى إن لم يوافقا وكانت بعض العائلات تلتزم بالأصول دون النظر للدين أو الأخلاق . ولذلك كانت هناك بعض الزواجات الفاشلة التي إما ان تكون قد انتهت بالطلاق أو الانفصال بين الزوجين أو بتعدد الزوجات لأن الزوج يبحث عن راحته الصحية والنفسية .
ولجأ بعض الشباب إلى العزوف عن الزواج أو الزواج من خارج البلاد حتى لا يقع في الزواج الذي يجبر عليه من الأهل بسبب العادات والتقاليد القديمة . وكذلك لجأ البعض إلى الزواج بشكل آخر منها الزواج العرفي أو زواج المسيار وغيره من أنواع الزواج التي انتشرت مؤخرا والتي قد لا تكون طبقا للشريعة الإسلامية .
إن الزواج علاقة سامية بين الزوجين تجعلهما متعاونين وسعيدين في حياتهما ويمكنهما بناء أسرة سعيدة وهو وسيلة لاستمرار الحياة وتعمير الأرض وهو الطريق لتقوية الصلات والمعارف من خلال المصاهرة واتساع
دائرة الأقارب .
فليحرص الجميع على شرط القبول والإيجاب من الطرفين حتى لا تحدث مشاكل لاحقا وأن يكون الاختيار طبقا للصفات التي أخبرنا بها النبي عليه الصلاة والسلام بقوله : ” تنكح المرأة لأربع ، لمالها ولحسبها وجمالها ودينها فاظفر بذات الدين تربت يداك ”
. وهذا لا يقتصر على الزوجة فقط ولكن الزوج أيضا يجب أن يكون من ذوي الأخلاق الحميدة والملتزم بتعاليم الدين ليحافظ على العبادة واجتناب ما نهى عنه الله سبحانه وتعالى .
فالزواج علاقة يجب أن تكون فيها الراحة الجسدية والنفسية للطرفين وأن يلتزما بما شرعه الله سبحانه وتعالى ليستطيعا بناء أسرة قوية تساهم في بناء الوطن وتعميره .