معارك السودان.. ستراتفور تضع 4 سيناريوهات متوقعة
تبقى كافة السيناريوهات مفتوحة في السودان الذي يدخل الأسبوع الثاني من أعنف اشتباكات عسكرية في تاريخه بين الجيش وقوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم.
لكن يبدو أن السيناريو الأكثر ترجيحًا، وفقا لتحليل نشره موقع “ستراتفور” هو استمرار حرب المدن الشديدة، على الرغم من أن الضغط المتزايد من الولايات المتحدة والسعودية ومصر ودول غربة قد يؤدي إلى توقف قصير للإجلاء.
التحليل، تحدث عن 4 سيناريوهات لتطورات الصراع الحالي في السودان..
السيناريو الأول (الأكثر ترجيحًا): توافق الجيش السوداني وقوات الدعم السريع على وقف إطلاق النار بشكل دوري، لكن القتال المتقطع سيظل مستمرا في المراكز الحضرية.
في هذه المرحلة، يرى التحليل أنه من غير المحتمل التوصل إلى وقف دائم أو غير محدد لإطلاق النار، لكن الضغط الدولي للسماح بعمليات الإخلاء قد يدفع أحد الطرفين المتحاربين أو كليهما إلى وقف القتال لفترة وجيزة.
لكن أبرز عقبات هذا السيناريو، بحسب التحليل، هو الانقسامات الموجودة داخل الجيش السوداني حيال تهدئة النيران ضد قوات التدخل السريع، حيث يدعو المتشددون في القوات المسلحة السودانية (بما في ذلك البرهان نفسه) إلى تحقيق “نصر كامل وحاسم وسريع” على تلك القوات، كما حدث في 19 أبريل/نيسان الجاري، حينما عرقلت أطراف داخل الجيش السوداني سريان هدنة لمدة 24 ساعة بوساطة أمريكية للسماح للسكان المحاصرين بسبب القتال بتلقي الإمدادات والرعاية الطبية وإجلاء المواطنين الأجانب.
السيناريو الثاني (محتمل): استمرار القتال العنيف في المدن دون وقف لإطلاق النار.
يدعم هذا السيناريو، وفقا للموقع، شبه التطابق في القوة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، علاوة على التصميم القوي من كلا الجانبين “للقتال حتى الموت”، ويشير ذلك إلى أن القتال العنيف في المناطق الحضرية يمكن أن يستمر من أجل أسابيع ، دون أي فترات راحة أو وقف لإطلاق النار.
ويجعل هذا السيناريو من مهمة المنظمات الإنسانية للإغاثة والحكومات الأجنبية لإجلاء رعاياها أمرا شبه مستحيل، وهو ما سيؤدي لإمكانية تدخل جيوش هذه الدول لمحاولة تخليص مواطنيها من السودان، لكن القيام بذلك وسط الضربات الجوية المستمرة من شأنه أن ينطوي على مخاطر عالية للغاية من وقوع إصابات، ما قد يفجر الأوضاع.
أيضا مع استمرار هذا السيناريو، ستتزايد محاولات دول مثل مصر والسعودية والإمارات لدعم “ممثليها” بالمال والسلاح والعتاد، مما يزيد من احتمالية استمرار الصراع.
السيناريو الثالث (مرجح إلى حد ما): سيطرة الجيش السوداني أو قوات الدعم السريع على الخرطوم، ما يجبر الخصم الآخر على توسيع هجماته على الأطراف والمناطق المحيطة.
في هذا السيناريو، من المتوقع أن تشتعل الأوضاع في الولايات الأخرى المجاورة للعاصمة الخرطوم والأرياف، لاسيما في دارفور.
ورغم أن الجيش السوداني هو الطرف الأكثر ترجيحا للانتصار في معركة السيطرة على العاصمة، بسبب عددها الأكبر قليلا في الأفراد والمعدات والدعم العسكري المحتمل من مصر، لكن دعم روسيا وميليشيات “فاجنر” لقوات الدعم السريع قد يقوض هذا التفوق للجيش.
لكن لجوء الطرف الخاسر إلى شن هجمات إلى شن ضربات متقطعة على أهداف أمنية وحكومية ومدنية سيجعل الوضع الأمني في السودان شديد التعقيد.
السيناريو الرابع (غير محتمل): توافق القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع على وقف دائم لإطلاق النار، لكن خطر اندلاع أعمال عنف في المستقبل لا يزال قائماً.
ويرى التحليل أن هناك فرصة، وإن كانت ضئيلة للغاية، أن تفسح الضغوط الدولية (خاصة العربية) الطريق لوقف إطلاق النار غير المحدود بين القوات السودانية المتحاربة في الأيام أو الأسابيع المقبلة.
في هذا السيناريو غير المحتمل، من المرجح أن يؤدي الانقسام داخل الجهتين المتحاربتين وعدم الرغبة بين بعض الوحدات لقبول مثل هذه الصفقة إلى استمرار العنف، وفقا للتحليل.
لكن وقف إطلاق النار الدائم سيسمح مع ذلك باستئناف المساعدة الإنسانية وإجلاء الأفراد.
وبشكل عام، تعد الهدنة لأجل غير مسمى أمرا بعيد المنال بين الطرفين، حيث يبدو أن كلا من قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية ينظران إلى اندلاع العنف الحالي على أنه أفضل فرصة لهما للسيطرة على الحكومة في المستقبل القريب، ناهيك عن العداوة التاريخية طويلة الأمد بين الجانبين.